وقول العاصمي : « ثم يكون أبوبكر الصديق رضوان الله عليه بابا منها ، وهو أول باب وأفضل باب ، حيث جعله النبي صلّى الله عليه وسلّم أوّلهم في الحديث الذي ذكر فيه أصحابه ، وخصّ كلّ واحد منهم بخاصّية ، فكان رضوان الله عليه بابا في الرحمة والرأفة بالمسلمين والشفقة عليهم ، كما قال صلّى الله عليه وسلّم : أرحم أمتي أبوبكر. وفي رواية أخرى : أرأف أمتي بأمتي أبوبكر. ولا يكون الرحمة بالمسلمين إلاّ من أصل العلم ».
واضح البطلان ، لأنّ شواهد جهل أبي بكر متظافرة جدّا ، ومن كان جاهلا بمعنى « الأب » و « الكلالة » و « إرث العمّة والخالة » كيف يجوز أن يكون بابا لمدينة العلم؟! وكيف يكون أوّل باب وأفضل باب؟! وقد عرفت أن الحديث المذكور موضوع ، فبطل الاستدلال به.
على أن هناك في كتب أهل السّنة ، أحاديث وآثارا تحكي شدّة أبي بكر على المسلمين ، وهذا من وجوه بطلان قوله : « فكان بابا في الرحمة والرأفة بالمسلمين والشفقة عليهم » ... ومن تلك القضايا ما يلي :
(١) ما أخرجه البخاري في كتاب الأدب قائلا : « باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف ـ حدّثنا عيّاش بن الوليد ، حدّثنا عبد الأعلى قال : حدّثنا سعيد الجريري ، عن أبي عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر : إن أبابكر تضيّف رهطا فقال لعبد الرحمن : دونك أضيافك فإني منطلق إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فافرغ من قراهم قبل أن أجىء. فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده