وقال قاضي القضاة الشوكاني في ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) : « حديث : ما صبّ الله في صدري شيئا إلاّ وصببته في صدر أبي بكر ، ذكره صاحب الخلاصة وقال : موضوع ».
ويثبت بطلان هذا الكلام المنسوب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كذبا وافتراء من كلام ( الدهلوي ) نفسه. فقد ذكر في ( التحفة ) أنّ كلّ حديث لا سند له لا يصغى إليه ، وقد تقدّم نصّ ابن الجوزي على أنّه من الأحاديث التي لا أثر لها لا في الصحيح ولا في الموضوع ، فمن العجيب ـ اذن ـ احتجاج ( الدهلوي ) بهذا الكلام المزعوم.
فتلخّص ممّا تقدّم أمور :
الأوّل : إنّه ليس لأهل السّنة دليل يحتجّون به على اتّصاف أبي بكر بالعلم ، لا من الصحاح ولا من الموضوعات ، وإلاّ لم يحتجّوا بمثل هذا الكلام من خرافات العوام وهفوات الجهّال ...
الثاني : لقد علم من كلام ابن الجوزي أنّ هذا الكلام من أخسّ الموضوعات وأرذل المفتريات ، ولم نجد أحدا من جهابذة الحديث خالفه في هذا الحكم ، فكيف أعرض ( الدهلوي ) عن كلامه المقبول لدى الجميع فاستند إلى تجاسره في القدح في حديث مدينة العلم مع ردّ كبار الحفاظ عليه؟ إن هذا