بل يظهر من مراجعة ( المصابيح ) و ( المشكاة ) و ( فتح الباري ) رواية قتادة هذا الحديث مرسلا ، فلم يجرأ على دعوى سماعها من أنس كذلك ، وهذه عبارة [ المصابيح للبغوي ] : « عن أنس رضياللهعنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : أرحم أمتي بأمتي أبوبكر ، وأشدّهم بأمّتي في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم أبي ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ابن جبل ، ولكل أمّة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. صح. ورواه بعضهم عن قتادة رضياللهعنه مرسلا وفيه : وأقضاهم علي ».
إن هذا الحديث عن أنس مرسل ، فضلا عن كونه ضعيفا سندا ، وجعل الترمذي وابن ماجة ـ ومن حذا حذوهما ـ أنسا بين أبي قلابة أو قتادة وبين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطأ فاحش أو تدليس ظاهر.
وقد روي هذا الحديث الموضوع عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم برواية عبد الله بن عمر قال الحاكم : « حدّثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب بهمدان ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرّهاوي ، حدثنا الكوثر ابن حكيم أبو محمد الحلبي ، عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ أرأف أمتي بها أبوبكر ، وإنّ أصلبها في أمر الله عمر ، وإنّ أشدّها