وفي هذا الكلام وجوه من النّظر ، منها ما نذكره فيما يلي باختصار :
إن هذا الكلام يناقض كلامه المردود المتقدّم ، لأنّه زعم هناك « إنّ المدينة لا تخلو من أربعة أبواب ، لأنّها مبنيّة على أربعة أركان وأسباب ... » فجعل الخلفاء الأربعة الأبواب المؤدية الى المدينة ، وهنا يقول : « فليس بعجب أن يكون لها أبواب كثيرة ... » ثم ذكر تسعة أشخاص جعلهم الأبواب الموصلة إليها ، مستندا إلى روايات موضوعة سيأتي بيان حالها.
وإن قوله : « فعلي باب منها في القضاء » تخصيص بلا مخصّص إلاّ التعصّب والعناد ، وأمّا الحديثان اللذان ذكرهما في باب قضائه عليهالسلام فلا يقتضيان تخصيص حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » بكونه بابها في القضاء ، بل إنّهما يدلاّن على علوّ مقامه في القضاء وأعلميته من سائر الأصحاب ، وذلك يستلزم إمامته وخلافته من تلك الجهة ، كما سيأتي بيانه فيما بعد إن شاء الله تعالى.
على أنّه لو سلّم هذا التخصيص في حديث « أنا مدينة العلم » فإنّه سيأتي أن تخصيص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إيّاه بهذه الفضيلة تصريح منه بأنّه قد جمع له جميع العلوم وسائر أنواعها وأقسامها ، فلو فرض أن يكون معنى حديث أنا مدينة العلم كون علي عليهالسلام بابا لها في القضاء ، ثبت كونه بابا إليها في جميع