( أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ).
قال الثعلبي والبغوي والنسفي وغيرهم : « ( قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ ) اختاره ( عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً ) فضيلة وسعة ( فِي الْعِلْمِ ) وذلك أنه كان أعلم بني إسرائيل في وقته » (١).
وهذه القصّة ذكرها أبو الحسن محمد بن عبد الله الكسائي في ( قصص الأنبياء ) ، وأبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في ( العرائس ) ، وعبيد الله الكاشغري في ( نفائس العرائس ) بألفاظ متقاربة ، وهذه هي القصة بلفظ أبي إسحاق الثعلبي :
« باب في قصّة استخلاف داود ابنه سليمان ـ عليهماالسلام ـ وذكر بدو الخاتم. قال أبو هريرة رضياللهعنه :
أنزل الله تعالى كتابا من السماء على داود عليهالسلام مختوما بخاتم من ذهب فيه ثلاثة عشر مسألة ، فأوحى الله تعالى إليه أن سل عنها ابنك ، فإن هو أخرجهنّ فهو الخليفة من بعدك ، قال : فدعا داود عليهالسلام سبعين قسّا وسبعين حبرا ، وأجلس سليمان بين أيديهم وقال : يا بنيّ إن الله تعالى أنزل عليّ كتابا من السماء فيه مسائل ، وأمرني أن أسألك منها ، فإن أخرجتهنّ فأنت الخليفة من بعدي. فقال سليمان : ليسأل نبيّ الله عمّا بدا له وما توفيقي إلا بالله ، قال داود :
__________________
(١) معالم التنزيل ١ / ٣٤٣.