ان يعرفوا وللخلق على الله ان يعرّفهم ولله على الخلق إذا عرفهم ان يقبلوا (١).
ووجه الاستدلال به انّ المراد ليس لله على الخلق ان يعرفوا شيئاً من احكامه مطلقاً بل يجب على الله ان يعرّفهم كلّ واحد واحد من احكامه فكلّ ما لم يعرّفهم من احكامه ليسوا مكلّفين به.
فإن قلت : هل يمكن الاستدلال على المطلوب بالاخبار الواردة في معذوريّة الجاهل كقوله (عليهالسلام) : «ايّما امرء ركب امراً بجهالة فليس عليه شيء» (٢).
وماورد عن الصّادق (عليهالسلام) حين سئل عن الرّجل يتزوج المرأة في عدّتها بجهالة أهي ممّن لا تحلّ له أبداً فقال : لا امّا إذا كان بجهالة فليتزوّجها بعد ما تنقضى عدّتها وقد (٣) يعذر النّاس في الجهالة بما هو أعظم من ذلك فقلت : بأيّ الجهالتين اعذر (٤) بجهالته [ان يعلم] ان ذلك محرّم عليه أم بجهالته انّها في عدّة؟ فقال : احدى الجهالتين أهون من الاخرى. الجهالة بأنّ الله حرّم ذلك عليه وذلك (٥) انّه لايقدر على
__________________
(١) الكافى ١ / ١٦٤
(٢) تهذيب الأحكام ٥ / ٧٣
(٣) فقد. خ
(٤) في الكافى : «يعذر» مكان «أعذر»
(٥) كذ في الاصل وفي الكافى «وذلك بأنّه» وفي الفرائد للشيخ الانصاري :