الخامس : الأسر ، قال الله تعالى : (وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ) [سورة التوبة آية ٥]. أي : أسروهم واحبسوهم عن وجوهم فإن أسلموا وإلا فاقتلوهم ، وإنما أمر بقتلهم وأسرهم وحبسهم ليخافوا النكال فيؤمنوا.
والأشهر الحرم في هذه الآية : رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ؛ فواحد منها فرد ، وثلاثة متوالية ، وليست هذه الأشهر الأربعة المذكورة في قوله تعالى : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) [سورة التوبة آية ٢]. لأن آخر تلك انقضاء عشر من شهر ربيع الأول ، وانقضاء الأشهر الحرم انقضاء المحرم والأربعة الأشهر الأولى ، وهي أشهر العهد ، والكلام في هذا طويل ليس ذا موضع ذكره.
السادس : الإصابة بالمكروه ، قال الله تعالى : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) [سورة الحجر آية ٧٣]. كذا قيل ، والصحيح أنه بمعنى الإهلاك ؛ أي : أهلكتهم هذه الصيحة ، ويجوز أن يكون نظير قوله : (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) ؛ لأن الصيحة عقاب.