قليل
القليل ما يقصر
عن الكفاية ، وهو قل بمعنى قليل ، والقل أيضا القلة مثل النحل والنحلة ، والعذر
والعذرة ، وقيل : قل فعل ولهذا جاء فاعله على فعيل ، مثل كرم ، وهو كريم ، وكثر
وهو كثير ، وقيل هو فعل إلا أنه دخله معنى المبالغة فجاء فاعله على فعيل ، كما قيل
: حرص وهو حريص وهذا هو الصحيح ، ويقال : هؤلاء قوم قليل وقليلون وكثير ، ولم يجيء
كثيرون.
والقليل في
القرآن على ثلاثة أوجه فيما ذكروا وبعضها عندنا داخل في بعض :
الأول : بمعنى اليسير ، قال : (وَاشْتَرَوْا بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً) [سورة آل عمران آية : ١٨٧] ، أراد أن أهل الكتاب تركوا العمل بكتابهم
وكتموا ما يدل منه على نبوة محمد صلى الله عليه وعلى آله ، لعرض نالوه من عرض
الدنيا وذلك قليل.
الثاني : بمعنى الرياء فيما جاء عن بعضهم ، وهو قوله : (وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) [سورة النساء آية : ١٤٢] ، وهو الأول عندنا سواء ، والمراد أن المنافقين
يذكرون الله إذا لقوا المؤمنين فذكرهم له قليل بالإضافة إلى ذكر المؤمنين له ؛ لأن
المؤمنين يذكرونه على كل حال.
__________________