الأول : فساد العيش ؛ قال تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) [سورة طه آية : ١٢١] أي : فسد عيشه في الجنة ، أخبرنا بذلك أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد رحمهالله ، عن أبي عمر الزاهد ، عن ثعلب ، وأصل الغي الفساد على ما ذكرنا ؛ فإن قيل : أنتم تزعمون أن صاحب الصغيرة لا يقال أنه عاص قولا مطلقا ، وقد قال الله ذلك لآدم ، وكذلك وصفه إياه بأنه غوى ، قلنا : إنما قال ذلك مضمنا بالقصة التي عصى فيها ، فكان ذلك كالتقييد ؛ فكأنه قال : أنه عصى في كذا وأحرى ؛ فإن السيد يطلق في عبده إذا عصاه ما لا يجوز أن يطلقه فيه غيره.
الثاني : فساد الطريقة في الدين ؛ قال تعالى : (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) [سورة الحجر آية : ٤٢].
الثالث : العذاب ؛ قال : (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [سورة مريم آية : ٥٩] أي : عذابا ؛ وإنما سمي العذاب غيا لأنه مجادلة على الغي ، وقيل : غي واد في جهنم.