العبادة
أصل العبادة
التذلل ، يقال : طريق معبد ؛ أي : موطوء مذلل ، ويعبر معبد وهو المهنوء بالقطران ،
ومعناه راجع إلى الأول.
والعبادة
مفارقة لدوام الطاعة ؛ لأنا نديم الطاعة للرسول ولسنا نعبده ، والعبادة غاية
الخضوع ولا تستحق إلا بغاية الإنعام ، ولا يقدر على ذلك إلا الله تعالى ، ويقال :
هؤلاء عباد الله ، ولا يقال : عباد فلان إلا في القليل.
وقد جاء في
القرآن : (وَالصَّالِحِينَ مِنْ
عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) [سورة النور آية : ٣٢] وإنما جاء كذلك لأنه وقع مع إمائكم فازدوج ، ويقال :
عبيد الله ، وعباد الله أكثر ، وقال بعضهم : العباد جمع عبيد.
وهو في القرآن
على ثلاثة أوجه :
الأول : التوحيد ؛ قال الله : (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) [سورة البقرة آية : ٢١] أي : وحدوه ، وقوله : (اعْبُدُوا اللهَ وَلا
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) [سورة النساء آية : ٣٦] ، وقوله : (اعْبُدُوا اللهَ
وَاتَّقُوهُ) [سورة العنكبوت آية : ١٦ ، نوح : ٣] كذا قيل ، ويجوز أن تكون العبادة هاهنا
أداء الفرائض واجتناب المحارم.
الثاني : الطاعة ؛ قال الله : (بَلْ كانُوا
يَعْبُدُونَ الْجِنَ) [سورة سبأ آية : ٤١] أي : يطيعون الشياطين ، وقال : (أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) [سورة يس آية : ٦٠] وهم لم يعبدوا الشيطان ، وإنما هو كما نقول : فلان يعبد
فلانا إذا كان شديد الطاعة له ، وما كان أيضا قصدهم طاعته ؛ ولكن لما وافق أفعالهم
رضاه سماها طاعة له ؛ لأن الطاعة توفيق رضا المطاع.
__________________