بسم الله الرحمن
الرحيم
وبه أستعين ،
وعليه أتوكل
الحمد لله ذي
النعم الجليلة والمنن الجزيلة ، الداعي إلى الرشاد ، والهادي إلى السداد ، ذي
الفضل الجسيم والإحسان العميم ، الشامل لطفه ، الكريم عطفه ، الغالب سلطانه ،
الواضح برهانه ، المتم نوره : (وَلَوْ كَرِهَ
الْكافِرُونَ) [سورة التوبة آية ٣٢] ، المعلي دينه ولو رغم المنافقون.
وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وبيده
الآخرة والأولى ، وما عنده خير وأبقى ، لا يجلب الخير إلا بمعونته ، ولا يدفع الضر
إلا بمغوثته.
وأشهد أن محمدا
عبده المجتبى ورسوله المرتضى ، صلّى الله عليه وعلى آله الذين اصطفى ، وبعد
فإنك ـ سددك
الله ـ ذكرت أنك طالعت الكتب المصنفة في الوجوه والنظائر من كتاب الله جل ثناؤه ،
فوجدت فيها تأويلات تطرد على أصول أهل الحق من القائلين بالتوحيد والعدل.
فأردت أن يرد
كل شيء منها إلى حقه ، وألفيت في معانيها ما يدخل بعضه في بعض ، فالتمست إيراد كل
نوع منها على وجهه ، وتوخيت أن يكون ما تفرق منها مجموعا في كتاب واحد على وجه
يقرب استخراج ما يراد منه عند الحاجة إليه ، ويزاد عليه ما كان من جنسه مما لم
تتكلم فيه السلف.
فعملت كتابي
هذا مشتملا على أنواع هذا الفن ، محمولا على ما طلبت ، ومسلوكا به طريق ما سألت ،
قد نفي اللبس عن جميعه ، ويبين الصواب في صنوفه ، وميزت وجوهه تمييزا صحيحا ،
وقسمت أبوابه تقسيما مليحا.
وذكر أصل كل
كلمة منه واشتقاقها في العربية ؛ لتكثر فائدتك به ، ونظم على نسق حروف المعجم ؛
ليتيسر الوصول إلى المطلوب من أنواعه ، ويتسهل نيل ما ينبغي من أصنافه.