الثاني : الوسط ، قال : (فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) [سورة الصافات آية : ٥٥] ، وقال : (إِلى سَواءِ الصِّراطِ) [سورة ص آية : ٢٢] ، أي : إلى أحكم البين فشبهه بوسط الطريق ، وقيل : السواء هاهنا بمعنى العدل.
الثالث : الأمر البين ، قال : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) [سورة الأنفال آية : ٥٨] ، يعني : على أمر بين ، قال أبو عبيد : قال الكسائي وغيره : السواء العدل ، وقال غير واحد من أهل العلم : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) [سورة الأنفال آية : ٥٨] ، أي : أعلمهم أنك محاربهم حتى يصيروا مثلك في العلم بذلك ، فذلك هو السواء.
الرابع : الاستواء ، قال : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) [سورة الحج آية : ٢٥] ، وقال : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً) [سورة النساء آية : ٨٩] ، قال : (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ) [سورة الروم آية : ٢٨] ، أي : مستوون ، ومثله : (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [سورة يس آية : ١٠] ، أي : مستو عندهم إنذارك وخلافه ، وقال : (عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) [سورة النحل آية : ٧١].
الخامس : القصد ، قال الله : (أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) [سورة القصص آية : ٢٢] ، وقال : (وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) [سورة المائدة آية : ٧٧] ، ونحوه : (اهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ) [سورة ص آية : ٢٢] ، وقيل : معناه هاهنا العدل ، والمراد عندي الحكم البين ، فشبهه بوسط الطريق ، ووسط الطريق بينه فخصه بالذكر.