الأول : قالوا هو بعثة الرسل وإنزال الكتب ، قال تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) [سورة الأنبياء آية : ١٠٧] ، وقوله : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً) [سورة الأحقاف آية : ١٢] ، وهذه الرحمة العامة المبتدأه بالدعاء والبيان ، والوجه أن يقال : أنه أراد أن بعثة للرسل وإنزال الكتب نعمة من الله على عباده ، والرحمة من الله النعمة.
الثاني : الجنة ، قال : (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ) [سورة آل عمران آية : ١٠٧] ، وقال : (فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ) [سورة النساء آية : ١٧٥] ، وقال : (فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ) [سورة الجاثية آية : ٣٠] ، وقوله : (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ) [سورة البقرة آية : ٢١٨] ، وهي خاصة للمؤمنين جزاء لأعمالهم ، وقال أبو علي رضي الله عنه : الرحمة والفضل هنا هو الثواب.
الثالث : المطر ، قال : (يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [سورة الأعراف آية : ٥٧] ، وقوله : (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) [سورة الروم آية : ٥٠] ، يعني : المطر.
الرابع : الرزق ، قال : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) [سورة فاطر آية : ٢] ، وقيل : وينشر رحمته يعني : رزقه ، وقال : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ) [سورة الإسراء آية : ١٠٠] ، وقال : (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها) [سورة الإسراء آية : ٢٨] ، وقال : (آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) [سورة الكهف آية : ١٠] ، ويجوز أن تكون هذه كلها بمعنى النعم والرزق داخل فيها.
الخامس : النبوة ، قال : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) [سورة ص آية : ٩] ، وقال : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) [سورة الزخرف آية : ٣٢].
السادس : الرحمة ، قال تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) [سورة النساء آية : ٨٣] ، أزاد : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ) [سورة النساء آية : ٨٣] ، فقدم وأخر ؛ لأن الناس كلهم