البر
أصله : السعة. ومنه
: البر ، خلاف البحر. ثم استعمل في الزيادة ، فقيل : أبر فلان على فلان ، إذا زاد
عليه. والجواد المبر : السابق لكل ما سابقه ، كأنه اتسع لما يتسع له غيره.
وقيل : رجل بار
وبر. وفعل بمعنى فاعل معروف. مثل رجل سمح ، ويوم قر ونحوه : رجل ندب ، أي : منتدب
للأمور. ثم استعمل في القبول ، فقيل : بر حجك ، أي : قبل ، وصدقت وبررت تأكيد
للصدق.
وهو في القرآن
على أربعة أوجه :
الأول : الصلة ، قال تعالى : (وَلا تَجْعَلُوا
اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا) [سورة البقرة آية : ٢٢٤] يعني أن تصلوا القرابة. وقيل : معنى : (أَنْ تَبَرُّوا) أن لا تبروا. وقيل : لا يجوز أن يكون حذف لا وإثباتها
سواء في شيء في الكلام.
وإنما المعنى
أنه نهاهم عن كثرة الإيمان ، وعن الجرأة على الله ، ليكونوا بررة أتقياء ، والمعنى
: لأن تبروا. وكانوا ربما حلفوا ألا يبروا أقرباءهم ، ولا يتكلموا في صلح لأمر
معرض لهم. فالذي تشتمل عليه الآية أمران :
أحدهما : النهي
عن أن يجعل يمينه مانعة من البر والتقوى والإصلاح بين الناس ، فإذا طلب منه ذلك
قال : قد حلفت ، والذي ينبغي في هذا أن يفعل ما حلف عليه ، ويكفر عن يمينه.
__________________