الاستفهام
أصل الاستفهام
الاستخبار بما جاء بمعنى التوقيف والإنكار فأما الإنكار فقوله تعالى : (خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها
لِتُغْرِقَ أَهْلَها) [سورة الكهف آية : ٧١] والدليل على أنه إنكار قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) [سورة الكهف آية : ٧١] ، وهكذا قوله : (أَقَتَلْتَ نَفْساً
زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ) [سورة الكهف آية : ٧٤] ، ومثله كثير.
وأما التوقيف
والتعريف فقوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ) [سورة الشرح آية : ١] وتأويله أنا قد فعلنا ذلك ، ولو لا ذلك لم يعطف على :
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ) ، قوله : (وَوَضَعْنا عَنْكَ
وِزْرَكَ) [سورة الشرح آية : ٢] ؛ لأن لم عامله لا يقع على الفعل الماضي.
ومن التقرير
قوله عزوجل : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ
كَمَنْ لا يَخْلُقُ) [سورة النحل آية : ١٧] ، وأنزل تعالى قبل ذلك : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
لَيَقُولُنَّ اللهُ) [سورة الزخرف آية : ٨٧] ثم قال : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ
كَمَنْ لا يَخْلُقُ) وجاء على وجه التوبيخ ، وذلك أنه لما كان البنون مرغوبا
فيهم والبنات مكروهات ونسبوا إلى الخالق ما يكرهون ويحهم فقال : (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا
__________________