وقدرت عليه الشىء وصفته ، وقوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)(١) أى ما عرفوا كنهه ، تنبيها أنّه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه وهذا وصفه ، وهو قوله : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٢). وقوله : (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ)(٣) أى أحكمه.
ومقدار الشىء : المقدّر له وبه وقتا كان أو زمانا أو غيره. وقوله : (أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ)(٤) يعجزون عن تحصيل شىء منه.
والقدير : هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضى الحكمة ، لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه ، ولذلك لا يصحّ أن يوصف به إلا الله تعالى. والمقتدر يقاربه إلّا أنّه قد يوصف به البشر ، ويكون معناه المتكلّف والمكتسب للقدرة. ولا أحد يوصف بالقدرة من وجه إلّا ويصحّ أن يوصف بالعجز من وجه ، غير الله تعالى ، فهو الذى ينتفى عنه العجز من كلّ وجه تعالى شأنه.
__________________
(١) الآية ٦٧ سورة الزمر
(٢) الآية ٦٧ سورة الزمر
(٣) الآية ١١ سورة سبأ
(٤) الآية ٢٩ سورة الحديد