كذا الّذى للتفضيل ، لأنّ ذلك من فقدان البصيرة. ومنهم من حمل الأوّل على
عمى البصيرة والثانى على عمى البصر ، وإلى هذا ذهب أبو عمرو ، فأمال الأوّل لمّا كان من عمى القلب ، وترك
الإمالة فى الثانى لمّا كان اسما ، فالاسم أبعد من الإمالة. وقوله : (وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) ، و (قَوْماً عَمِينَ) ، (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيامَةِ أَعْمى) ، (وَنَحْشُرُهُمْ
يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً) محتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا.
وعمى عليه
الأمر : اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمى ، قال تعالى : (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ).
وعن يرد على
ثلاثة أوجه :
١ ـ يكون حرفا
جارا. ولها عشرة معان :
١ ـ المجاوزة :
سافرت عن البلد.
٢ ـ البدل : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً).
٣ ـ الاستعلاء
: (فَإِنَّما يَبْخَلُ
عَنْ نَفْسِهِ) ، أى عليها.
٤ ـ والتعليل :
(وَما كانَ
اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ).
٥ ـ ومرادفة
بعد : (عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ).
__________________