(تَسائَلُونَ)(١) بالتخفيف (٢) ، والباقون بالتّشديد (٣) أى تتساءلون ، أى الّذى تطلبون به حقوقكم ، وهو كقولك ، نشدتك بالله أى سألتك بالله.
فإن قلت : كيف يصحّ أن يقال : السّؤال استدعاء المعرفة ، ومعلوم أنّ الله تعالى يسأل عباده؟.
قيل : إنّ ذلك سؤال لتعريف القوم وتبكيتهم ، لا لتعريف الله تعالى ؛ فإنّه علّام الغيوب ، فليس يخرج من كونه سؤال المعرفة ، والسؤال للمعرفة قد يكون تارة للاستعلام ، وتارة للتبكيت ، وتارة لتعريف المسئول وتنبيهه ، لا ليخبر ويعلم ، وهذا ظاهر. وعلى التبكيت قوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ)(٤).
والسّؤال إذا كان للتعريف تعدّى إلى المفعول الثّانى تارة بنفسه ، وتارة بالجارّ ، نحو [سألته كذا ، و (٥)] سألته عن كذا ، وبكذا ، وبعن أكثر نحو : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ)(٦).
وأمّا إذا كان السّؤال لاستدعاء مال فإنّه يتعدّى بنفسه ، وبمن ؛ نحو قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً)(٧) ، وقوله : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ)(٨).
__________________
(١) الآية الأولى من سورة النساء
(٢) أى بحذف إحدى التاءين
(٣) أى بابدال التاء الثانية سينا وإدغامها فى السين
(٤) الآية ٨ سورة التكوير
(٥) زيادة من الراغب
(٦) الآية ٨٥ سورة الاسراء
(٧) الآية ٥٣ سورة الأحزاب
(٨) الآية ٣٢ سورة النساء