السور في القرآن
الكريم. فلو استعرضنا ما فسّره في سورة الفاتحة لوجدناه قد بدأ بتفسير الآية
الأولى منها ثم الثانية ثم الرابعة ثم السادسة وهكذا يتتبع كل كلمة غريبة ومثل ذلك
في سورة البقرة فابتدأ بالآية الأولى ثم الثانية ثم الرابعة ثم السابعة ثم العاشرة
، وهكذا بالنسبة لبقية السور. وهذه الطريقة متبعة في كتابه بشكل دقيق تماما
بالنسبة لذكره لسور القرآن الكريم على حين قد يتجاوز هذا التسلسل في أحيان قليلة
بالنسبة لأقدمية تفسير الكلمات في الآية وكذا بالنسبة لتفسير الآيات في السورة
وكما يأتي.
فقد يفسّر كلمة من
آية ثم يعقبها ببيان معنى كلمة أخرى تسبقها في الآية نفسها من ذلك قدم تفسير قوله
تعالى : (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ
الْأَرْضِ) الواردة في آية (٣٣) من سورة المائدة على : (أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ) الواردة في الآية نفسها .
وقد يفسر آية قرآنية
ثم يعقبها بتفسير آية أسبق منها من السورة نفسها من ذلك أنه فسر آية (١١١) وأتبعها
بآية (١١٢) ، ثم فسر آية (١١٠) من سورة المائدة . وقد يقدم تفسير آية من مكانها الطبيعي ، فيذكر تفسير آية (١٨٧)
من سورة الأعراف بعد تفسير آية (١٠٠) من السورة نفسها .
ويكثر أن ينهي
تفسير الآية ثم يعقبها بأخرى لكنه قد يقحم تفسير آية بين تفسير جزئي آية أخرى من
ذلك إقحامه تفسير آية (٣١) من سورة التوبة بين جزئي آية (٣٠) .
كما قد ينقل تفسير
آية من مكانها في سورتها ويقحمها بين آيات سورة أخرى كما فعل عند وضعه لتفسير آية (٣٦)
من سورة الأنعام بين تسلسل آيات سورة الرعد .
وقد اعتاد أن يذكر
الكلمة التي يريد أن يفسرها إما مجردة عن الآية أو معها جزء من الآية أو يذكر
الآية كلها إذا كانت صغيرة ، لكنه قد يذكر آية وجزء من آية أخرى ويفسر كلمة واحدة
مما ذكر من ذلك أنه ذكر قوله تعالى : (وَيُقْذَفُونَ مِنْ
كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً) فدحور من آية (٩) من سورة الصافات وأما الباقي فهو من آية (٨)
من السورة نفسها . وقد يذكر آيتين ويفسر ما بهما من غريب إذا كانتا صغيرتين . وقد يذكر ـ لكن على قلة جدا ـ ثلاث آيات مرة واحدة كما
فعل عند تفسيره لسورة الصافات وغيرها .
ولا يكتفي بذكر
رأيه في تفسير الكلمة الغريبة وإنما يتبعه عادة بعدة أقوال أخرى لكبار الصحابة أو
التابعين. دون أن يذكر أسماءهم في الغالب. وهذا ما يدل على سعة اطلاع واسع
__________________