وإحاطة كبيرة بأقوال كبار المفسرين للقرآن الكريم فقد يذكر ستة أقوال أو أكثر لتفسير كلمة واحدة من ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) (١) قال : «علا ملك ربنا وسلطانه. ويقال : جلال ربنا. ويقال : غنى ربنا. ويقال : عظمة ربنا. ويقال : أمر ربنا. ويقال : ذكر ربنا» (٢).
كما دأب على مبدأ الإقتضاب في بيان معاني الكلمات الغريبة لكنه شذ عن هذه القاعدة في كلمات معدودة أمثال تفسيره لكلمات البحيرة والسائبة والحام (٣).
وقد وجدنا رأيا لزيد في كل كلمة غريبة ذكرها عدا كلمات قليلة جدا يكتفي بذكر أقوال الآخرين فيها دون أن يختار رأيا فقال في تفسير (زوجه) : «يقال : إنه كان في خلقها بذاء» (٤).
وقد يأخذه الاستطراد في أحيان قليلة فيخرج عن طريقته في وضع المادة بأن يعطي معاني كلمات وردت في آيات وسور أخرى غير التي بدأ بتفسيرها لمجرد مماثلتها للكلمة التي يفسرها من ذلك قوله في تفسير (أثاثا ومتاعا) «قال صلوات الله عليه وسلامه في سورة مريم (أثاثا وزيا) (٥) فالزي المنظر والكسوة الظاهرة» (٦).
وقد يأخذه الاستطراد أيضا بأن يعطي معنى كلمة أخرى متشابهة بحرفين مع الكلمة التي يفسرها من ذلك «قال : الوصيد : الفناء. والوصيب : الباب» (٧).
وفي الغالب لا يكرر تفسير الكلمات التي سبق أن ذكرها عند ورودها في آية أخرى وقد يشذ عن ذلك كتفسيره لكلمة (أنداد) في أكثر من سورة (٨).
وقد يدعوه التصديق على معنى فسره لآية بالاستشهاد بآية أخرى. ولا يعيد ذكر آية الاستشهاد في سورتها لسبق تفسيرها لكنه قد يعيد تفسيرها مرة أخرى كما في قوله تعالى : (جِمالَتٌ صُفْرٌ) (٩) فقد استشهد بها في سورة البقرة وأعادها في سورتها (١٠).
وقد تناول في كتابه العديد من الظواهر اللغوية اكتفى هنا بضرب مثال واحد على كل منها ومن يرغب في الاستزادة فليرجع إلى كتابي ظاهرة الغرابة (١١).
__________________
(١) سورة الجن ٧٢ / ٣.
(٢) انظر ٣٥٠.
(٣) انظر ١٣٠.
(٤) تفسير غريب القرآن ٢١٣.
(٥) سورة مريم ١٩ / ٧٤.
(٦) تفسير غريب القرآن ١٨٢.
(٧) تفسير غريب القرآن ١٩٣.
(٨) تفسير غريب القرآن ٧٩ و ١٧٣ و ٢٧٣.
(٩) سورة المرسلات ٧٧ / ٣٣.
(١٠) انظر تفسير غريب القرآن ٨٥ و ٣٦٥.
(١١) انظر ظاهرة الغرابة في اللغة العربية حتى نهاية القرن الثالث الهجري ١٤٩ ـ ١٨٩.