عاشرا : ورود آراء لزيد كثيرة موجودة في هذا الكتاب وكتب أخرى مما يعزز ما نحن بصدده من ذلك رأي زيد الذي يقول بوجود نص على الإمامة وهذا موجود في كتابه إثبات وصية أمير المؤمنين وإثبات إمامته وإمامة الحسن والحسين (١) ومذكورا في تفسير غريب القرآن أيضا (٢) علما بأن راويي الكتابين مختلفان كما أن هذا الرأي لزيد يخالف ما ذكرته الكتب من رأي لأبي خالد الواسطي وقد أشرنا إلى ذلك في ترجمة أبي خالد مارة الذكر.
ومن ذلك أيضا قوله في إثبات وصية أمير المؤمنين وإثبات إمامته وإمامة الحسن والحسين في قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) (٣) قال اسألوا أهل بيته (٤) وهي بمعنى ما ورد في هذا الكتاب (٥).
ومنها مشابهة ما ذكره من حكم شرعي في تفسير آية عدّة المطلقة في كتاب المجموع الفقهي (مسند زيد) وكتابنا هذا (٦).
ومنها تماثل المعني فيما نقله صاحب كتاب الأمالي عن زيد وما هو موجود في هذا الكتاب (٧) ، وكذا تماثل ما ذكره الطبري عن زيد وما جاء في هذا الكتاب (٨).
حادي عشر : ولعل من أقوى الأدلة على صحة نسبة هذا الكتاب لزيد ما جاء في كتاب الأمالي من اقتباس من هذا الكتاب قوله : «أخبرنا أبو جعفر قال حدثنا علي بن أحمد قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد الواسطي عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام في قوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (٩) بلفظه معنى يقضي أو يدبر في الليلة المباركة هي ليلة القدر يقضى فيها أمر السنة من الأرزاق وغير ذلك إلى مثلها من السنة الأخرى» (١٠).
منهجه في تفسير المعاني الغريبة :
تتبع زيد بن علي الكلمات الغريبة في القرآن الكريم وبيّن معناها حسب أقدمية ورودها فيه. أي أنه راعى هذا التسلسل في كلمات الآية الواحدة وفي الآيات في السورة الواحدة وفي
__________________
(١) اثبات وصية أمير المؤمنين ١.
(٢) تفسير غريب القرآن ١٢٩.
(٣) سورة النحل ١٦ / ٤٣.
(٤) انظر اثبات وصية أمير المؤمنين ٣.
(٥) تفسير غريب القرآن ١٨٠.
(٦) انظر مسند زيد ٣١٩ (طبعة بيروت) وكتاب تفسير غريب القرآن ١٠٠ ـ ١٠١.
(٧) انظر الأمالي ١ / ١٤ وتفسير غريب القرآن ١٠٣.
(٨) انظر تفسير الطبري ٢٥ / ٦ وانظر تفسير غريب القرآن ٢٨٨.
(٩) سورة الدخان ٤٤ / ٤.
(١٠) الأمالي ٢ / ١٠٣ وانظر تفسير غريب القرآن ٢٨٨.