بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم المرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
تتصف المفردات اللغوية بالحركة الدائمة والتغير المستمر وتتضح هذه الخاصية بشكل جلي لوقارنّا المفردات اللغوية في فترات زمنية متباعدة. وقد أدت هذه الصفة ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ إلى حدوث ظواهر لغوية عديدة في غاية الأهمية وتعد من أعمدة الدراسات اللغوية الحديثة. من ذلك ما يكون فيه التغيير قد حدث في ركن من أركان الكلمة كصوت الكلمة ، أو بنيتها ، أو دلالتها ، وهذا ما يعرف بظواهر التطور اللغوي.
وقد يطرأ التغيير لا على ركن من أركان الكلمة وإنما على مدى استعمال الكلمة بين الناس ؛ فتكثر في التداول تارة ، وتقل أخرى وهذا ما يحول المفردة من الشيوع إلى الغرابة.
وقلة استعمال المفردة في مجتمع معين تنعكس بشكل مباشر على دلالتها عند كثير من أفراد ذلك المجتمع. وهذه القلة في الاستعمال في مجتمع لا يلزم وجودها في مجتمعات أخرى تتكلم باللغة ذاتها. فقد تشيع المفردات عند قوم ، وتنزوي عند آخرين. ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى بيان معاني المفردات الغريبة كلما ظهرت في نص لغوي ، أو وردت في التخاطب ، حتى يفهم على حقيقته ، ويؤدي الغرض منه. وتتأكد هذه الحاجة إذا كان النص محتويا على مفردات يختلف استعمالها في المجتمعات المتكلمة بلغة واحدة ، فيفهم أفراد كل مجتمع الكلمات التي يشيع استعمالها عندهم ، وتبهم تلك التي يقل استعمالها.
وبعد أن نزل القرآن الكريم وفقا لسنن العرب في كلامها ، وباللغة المشتركة التي تكونت قبيل نزوله ، وضمت مفردات من أغلب القبائل العربية آنذاك على اختلاف نسبة كل منها