المطابقة وان لم يستحق المدح ، وحمل العامّ على الخاصّ والمطلق على المقيّد وإن لم يكن محمولا على ظاهره ليس بكذب ، لأنّه محمول على مجازه ، معدول به عن حقيقته ، والمجاز ليس بكذب ، وأي ملازمة بين ثبوت الواسطة في الاعتقاد بين العلم والجهل المركّب وبين ثبوتها في الخبر ، ولو كان التمثيل كافيا لثبتت الواسطة بين السلب والإيجاب وبين كلّ قسمين أحاطا بطرفي النقيض.
احتجّ الجمهور باتّفاق الأمّة على تكذيب اليهود والنصارى ، مع أنّا نعلم أنّ فيهم من لا يعلم فساد تلك المذاهب.
واعترض (١) بأنّ أدلّة الإسلام لمّا كانت قوية جليّة لا جرم أشبهت حالهم حال من يخبر عن الشيء مع العلم بفساده.
والنزاع في هذه المسألة لفظي حيث أطلق بعضهم الكذب على كلّ خبر غير مطابق ، وخصّصه آخرون باشتراط الاعتقاد.
__________________
(١) ذكر الاحتجاج والاعتراض الرازي في المحصول : ٢ / ١٠٧.