البدن ، وهو قول جمهور الحكماء (١) ومأثور عن شيخنا المفيد وبني نوبخت (٢) من أصحابنا (٣).
الثاني : أنّ النفس جواهر أصليّة في هذا البدن حالّة فيه من أوّل العمر إلى آخره ، لا يتطرّق إليها التغيّر ولا الزيادة ولا (٤) النقصان.
وعند المعتزلة أنّ النفس عبارة عن الهيكل المشاهد المحسوس (٥).
وأطبق العقلاء على بطلانه بوجهين :
أحدهما : أنّ مقطوع اليد باق ، ويستحيل بقاء الماهيّة عند عدم أحد أجزائها.
الثاني : أنّ البدن دائما في التحليل ، والقوّة الغاذية دائمة الإيراد ، فالأجزاء الفانية لها ثواب وعليها عقاب ، فإن حشرت الأجزاء بأسرها لزم المحال وإلّا كان ظلما (٦).
واحتجّ القائلون بالأجزاء الأصليّة بأنّ النفس لو كانت هي البدن مع أنّه يعدم لزم إعادة المعدوم وهو محال ، فلا بدّ وأن يكون شيئا آخر يبقى إلى يوم القيامة ويعاد بمعنى جمع (٧) الأجزاء بعد تفريقها.
__________________
(١) الشفاء (الطبيعيّات) ٢ : ١٤.
(٢) بنو نوبخت أسرة معروفة اشتهرت بالكلام ، منهم أبو سهل إسماعيل بن عليّ ، وأبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق ، وأبو محمّد حسن بن حسين النوبختي وغيرهم (انظر ريحانة الأدب ٦ : ٢٤٨ ، الكنى والألقاب ٣ : ٢٦٩).
(٣) حكاه المصنّف في مناهج اليقين : ٢٢٧ ، وفي طبعة الأنصاري القمي : ١٣٨.
(٤) (لا) من «أ».
(٥) انظر المباحث المشرقيّة للرازي ٢ : ٣٥٠ وما بعدها ، أنوار الملكوت : ٦.
(٦) في «ب» «د» : (ظالما).
(٧) في «د» : (جميع).