[تعريف الإمامة]
وهي واجبة لكونها لطفا ، فإنّ الناس مع رئيس أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد ، واللطف واجب لما (١) مرّ.
أقول :
الإمامة رئاسة عامّة في امور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص ، واختلف الناس في وجوبها ، فذهب جماعة كالأصمّ (٢) وغيره إلى أنّها غير واجبة ، وذهب الجمهور إلى وجوبها (٣) ، واختلفوا في مقامين :
[المقام الأوّل : ذهب أبو علي وأبو هاشم وأتباعهما وجماعة الأشاعرة إلى أنّ طريق وجوبها السمع ، وذهبت الإماميّة ومعتزلة بغداد وأبو الحسين البصري إلى أنّه العقل.
المقام الثاني : ذهبت الإماميّة إلى أنّها واجبة على الله تعالى ، وذهب أبو الحسين
__________________
(١) في «ج» «ر» «ف» : (بما).
(٢) هو عبد الرحمن بن كيسان ، كنيته أبو بكر الأصم ، فقيه ، مفسّر على مذهب المعتزلة ، وقد عدّه ابن المرتضى من الطبقة السادسة من طبقات المعتزلة ، وقال : إنّه كان من أفصح الناس وأفقههم وأورعهم خلا إنّه كان يخطّئ عليّا عليهالسلام.
وقال القاضي : ويجري منه حيف عظيم على أمير المؤمنين عليهالسلام وله مناظرات مع أبي الهذيل وكان أقدم منه. (المنية والآمل لابن المرتضى : ١٥٦ ، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ٣ : ٤٢٧).
(٣) رسالة الإمامة للخواجة نصير : ٤٢٦ ، تلخيص المحصل : ٤٠٦ ، نهج الإيمان لابن جبر : ٣٣ ، شرح المواقف ٨ : ٣٤٥ ، شرح المقاصد ٥ : ٢٣٢.