قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

معارج الفهم في شرح النظم

معارج الفهم في شرح النظم

معارج الفهم في شرح النظم

تحمیل

معارج الفهم في شرح النظم

248/644
*

أقول :

هذا المذهب من جملة المذاهب الباطلة ، وهو مذهب النظّام ، فإنّه زعم (١) أنّ الله تعالى لا يقدر على القبيح ، واحتجّ عليه بأنّه لو كان قادرا على القبيح لصحّ منه فعله ، والتالي باطل ، فالمقدّم مثله.

و (٢) بيان الشرطيّة : أنّ معنى القادر هو الذي يصحّ منه الفعل ، فلو لم يصحّ منه القبيح لم يكن قادرا عليه (٣).

وبيان بطلان التالي : أنّ فعله محال ، وكلّ ما فعله محال فإنّه لا يكون صحيحا. أمّا الكبرى فظاهرة ، وأمّا الصغرى فلأنّ فعله مستلزم للمحال فيكون محالا.

بيان الأوّل : أنّ من فعل القبيح فلا يخلو إمّا أن يكون عالما به أو جاهلا ؛ فإن كان عالما به فإمّا أن يكون محتاجا إليه أو لا يكون ، والثاني سفه (٤) ، فإنّ العالم بقبح القبيح الغني عنه لو صدر عنه كان سفيها (٥) ، فإذن فعل القبيح يستلزم أحد محالات ثلاثة ، هي إمّا الجهل أو السفه أو الحاجة ، والثلاثة باطلة في حقّ الله تعالى فيكون فعل القبيح محالا منه.

قال :

جواب : بالنظر إلى الداعي محال وإلى القدرة ممكن.

__________________

(١) في «د» : (يزعم).

(٢) (الواو) لم ترد في «ج» «ر».

(٣) (عليه) لم ترد في «ف».

(٤) في «د» «س» : (سفيه).

(٥) في «ج» : (سفها).