آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : «هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوّك غضبان مقحمين». (١)
وروى مثل ذلك الفيروزآبادي في فضائل الخمسة من الصحاح الستّة عن تفسير الطبري والسيوطي والصواعق المحرقة ونور الأبصار. (٢)
ورواه القندوزي الحنفي بطرق متعددة عن الديلمي في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي رافع : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يا علي ، أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذريّاتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريّاتنا وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا» (٣).
إذن ، فإنّ تجذير وتأصيل هذا المصطلح إنّما كان في عهد النبي وصار شعارا لكلّ موال للإمام عليّ عليهالسلام إلّا أن هذا الشعار لم ينقلب إلى حقيقة ثابتة ولم يتجسّد إلى واقع عمليّ إلّا بعد رحيل الرسول إلى عالم الخلد حيث بعد وفاته انحرف كثير من الصحابة الذين كانوا يتظاهرون بالولاء للإمام عليّ عليهالسلام فافترقوا إلى فرق :
الأولى : فرقة المحايدين أو المذبذبين لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
الثانية : أتباع المدرسة البكريّة التي شيّد بنيانها في سقيفة بني ساعدة.
الثالثة : أتباع المدرسة العلويّة كسلمان وأبي ذرّ وخواصّ أصحاب النبي وأمير المؤمنين ، وهؤلاء أفضل الصحابة وقفوا بجانب الوصي ، فقد عرفوا في حياة الرسول بشدّة اليقين بخلاف أتباع المدرسة البكرية فلم يعهد لواحد منهم تمرس في قتال أو شدّة إيمان كما كان يتحلّى به أتباع مدرسة الإمام علي عليهالسلام.
فمدرسة الإمام علي عليهالسلام عرفت بالتشيّع والولاء له لأنه صاحب الحقّ بنص القرآن وأحاديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما تقدّم وليس التشيّع بدعا من الدهر ابتدعه رجل يهودي يسمّى عبد الله بن سبأ كما ادّعى ذلك أحد علماء العامّة محمد رشيد
__________________
(١) شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٣٥٨ ط. الأعملي ، وفي هامش شواهد التنزيل قال : وفي غير واحد من المصادر «غضابا مقمحين». المقماح : خوض الشدائد ، والاقماح : المذلة.
(٢) فضائل الخمسة من الصحاح الستة : ج ١ ص ٢٧٨.
(٣) ينابيع المودة : ص ٣٢٣ ط. قم.