وأصل هذه العلامة في الاعتبار تكفير الخوارج ـ لعنهم الله ـ الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، فإنهم ذموا من مدحه الله ورسوله واتفق السلف الصالح على مدحهم والثناء عليهم ، ومدحوا من اتفق السلف الصالح على ذمه كعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه ، وصوّبوا قتله إياه.
وقالوا : إن في شأنه نزل قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (١) وأما التي قبلها وهي قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٢) الآية ، فإنها نزلت في شأن عليّ رضي الله عنه ، وكذبوا ـ قاتلهم الله ـ وقال عمران بن حطان في مدحه لابن ملجم :
يا ضربة من تقي ما أراد بها |
|
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
إني لأذكره يوما فأحسبه |
|
أوفى البرية عند الله ميزانا |
وكذب ـ لعنه الله ـ فإذا رأيت من يجري على هذا الطريق ، فهو من الفرق المخالفة ، وبالله التوفيق.
وروي عن إسماعيل بن علية ، قال : حدثني اليسع ، قال : تكلم واصل بن عطاء يوما ـ يعني : المعتزلي ـ فقال عمرو بن عبيد : ألا تسمعون؟ ما كلام الحسن وابن سيرين ـ عند ما تسمعون ـ إلا خرقة حيض ملقاة.
روي أن زعيما من زعماء أهل البدعة كان يريد تفضيل الكلام على الفقه ، فكان يقول : إن علم الشافعي وأبي حنيفة ، جملته لا يخرج من سراويل امرأة.
هذا كلام هؤلاء الزائغين ، قاتلهم الله.
__________________
(١) سورة : البقرة ، الآية : ٢٠٧.
(٢) سورة : البقرة ، الآية : ٢٠٤.