وكواكبها وآثارها ، ومن النّفوس والعقول والأرواح وآثارها من الوقوع على أرض التّراب وعلى أراضي الموادّ من جملة العناصر والأفلاك والنّطف والبذور والعروق وجملة المواليد الّا باذنه فان لم يأذن لم يتّصل اثر بذي اثر ولا قوّة بذي قوّة ولا طبع بذي طبع ، ولا نفس وعقل بذي نفس وعقل (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) تعليل لتسخيره الأشياء للإنسان وإمساك السّماء ، والفرق بين الرّأفة والرّحمة بان يجعل إحداهما سجيّة الرّحمة والاخرى أثرها الظّاهر على الأعضاء وان كان يستعمل كلّ في كلّ كسائر السّجايا (وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) من الجماديّة بالحيوة الحيوانيّة ، أو من الحيوانيّة بالحيوة البشريّة ، أو من البشريّة بالحيوة الانسانيّة (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عن الحيوة الحيوانيّة والبشريّة عند الموت ، أو عن الحيوة الانسانية أيضا عند النّفخة الاولى (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) بالحيوة الانسانيّة أو البهيميّة أو السّبعيّة أو الشّيطانيّة عند الرّجعة (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) نعمة الأحياء الاوّل ، ولذلك لا يتنبّه لنعمة الأحياء الثّانى وهو جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : ما حال الإنسان أيشكر أم يكفر؟ ـ أو انّ الإنسان لجحود يعنى سجيّتة الجحود لانّه يجحد الاعادة والمبدء مع الادلّة الواضحة على الإبداء والاعادة (لِكُلِّ أُمَّةٍ) كلام منقطع عن سابقه لفظا ومعنى أو جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : هل جعل الله طريقا الى ادراك الأحياء بعد الاماتة أو الى الوصول الى خيراته بعد الأحياء الثّانى؟ ـ فقال : لكلّ أمّة (جَعَلْنا مَنْسَكاً) عبادة أو شرعة من العبادات أو ذبيحة يتقرّبون بها ، أو مكان عبادة ، أو محلّ ذبح وقربان (هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) اى امر عبادتك أو امر حجّك أو شريعتك أو مساجدك أو ذبيحتك فانّ كلّ أمّة كان ذلك لهم وقد اختلفوا في الكلّ بحسب اقتضاء الوقت والمكان والحال يعنى لا ينبغي لهم ان ينازعوك ولا ينبغي لك ان تضطرب بمنازعتهم وتتوانى في دعوتهم فاثبت على ما أنت عليه (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ) الجملة استيناف جواب لسؤال مقدّر في مقام التّعليل (وَإِنْ جادَلُوكَ) في امر الذّبيحة أو في مكانها أو في أكل الذّبيحة دون الميتة بقوله : ما لكم تأكلون ما تقتلون بأيديكم ولا تأكلون ما يقتله الله؟ أو في سائر ما فسّر المنسك به (فَقُلِ) على سبيل المتاركة وعدم التّعرّض للمجادلة (اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللهُ يَحْكُمُ) استيناف في مقام التّعليل كأنّه قيل : لم تركت الجواب والتّعرّض للجدال؟ ـ فقال : لانّ الله يحكم (بَيْنَكُمْ) اى بيننا وبينكم أو بينكم ايّها المتخالفون (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) اى فيما كنتم تخالفون معى أو فيما كنتم تختلفون بينكم (أَلَمْ تَعْلَمْ) من جملة ما امر الرّسول (ص) ان يقوله لهم ، أو ابتداء كلام من الله معهم والخطاب عامّ أو خاصّ بالرّسول (ص) (أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فيعلم اختلافكم فيحكم بينكم (إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ) تأكيد لعلمه تعالى أو تعليل له (إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) جواب سؤال عن حاله تعالى أو عن علّة ثبته ذلك في الكتاب (وَيَعْبُدُونَ) عطف على جملة ان جادلوك كأنّه قال : ويجادلونك ويعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ) ظرف لغو متعلّق بيعبدون ، ولفظة من ابتدائيّة اى يعبدون من دون اذن الله أو حال من قوله (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) ولفظة الباء سببيّة ، أو بمعنى مع ، أو بمعنى في ، والسّلطان بمعنى الحجّة والبرهان ، أو بمعنى الاستقلال والسّلطنة ، والقيد تقييد لا بيان يعنى يعبدون عبادة اعمّ من عبادة عبوديّة وعبادة طاعة معبودا ومطاعا لم ينزل معه برهانا على جواز طاعته أو عبادته من الأصنام والكواكب والعناصر والمواليد من النّبات والحيوان والإنسان يعنى انّهم ان عبدوا ما كان معه حجّة الهيّة واذن الهىّ في معبوديّته ومطاعيّته لم يكونوا مذمومين ، نسب الى موسى بن