وأحكامها (أَنَّهُ) اى الإلقاء أو الملقى هو (الْحَقُ) النّازل (مِنْ رَبِّكَ) بصورة الباطل وعلى لسان الشّيطان أو يده أو الضّمير راجع الى كتاب النّبىّ (ص) أو دينه أو استخلافه ويكون التّعريض بالقرآن أو دين محمّد (ص) أو استخلافه أو خليفته (فَيُؤْمِنُوا بِهِ) اى يذعنوا به وينقادوا له أو يبيعون معه البيعة الخاصّة أو العامّة (فَتُخْبِتَ) اى تتّبع وتطمئنّ أو تخشع وتتواضع (لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) مقابل انّ الظّالمين لفي شقاق بعيد يعنى انّ الله لهادى الّذين أسلموا الى ولاية علىّ (ع) فانّ الصّراط المستقيم هو الولاية تكوينا وتكليفا ، أو انّ الله لهادى الّذين آمنوا بقبول الولاية والبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة ودخول الايمان في القلب الى صراط مستقيم في كلّ الأمور حتّى في القرآن وما يلقيه الشّيطان في ما يتمنّاه الرّسول (ص) وما يلقيه الشّيطان (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله أو بك أو بكتابك أو بما قلت في خليفتك أو بالولاية في مرية (مِنْهُ) الضّمير راجع الى مرجع ضمير انّه الحقّ من ربّك (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) يعنى ساعة الموت وهي ساعة ظهور القائم (ع) وقيام القيامة الصّغرى (بَغْتَةً) اى فجاءة (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) قيل المراد يوم بدر لانّه لم يكن فيه خير للكفّار فكان عقيما من الخير ، أو لم يكن مثله للكفّار في الشّدّة وخلاف الحسبان فكان عقيما من المثل ، وقيل : المراد به يوم القيامة وسمّى عقيما لانّه لا ليل له أو لا نظير له ، أو لانّه لا يلد خيرا للكفّار ولا شرّا للأبرار (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ) يوم الاحتضار أو يوم القيامة وهو المناسب لما بعده فلا بدّ ان يفسّر السّاعة أو اليوم العقيم بيوم القيامة (لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) تفصيل لحكمه تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) لمّا كان المقام مقام التّشديد على الكفّار ومن يلقى في متمنّى المؤمنين أتى في جانب الكفّار بالفاء في الخبر وأتى باسم الاشارة فيه (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) بعد ما آمنوا (ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لاجتماع جهات الخير فيه لانّه مالك لجميع الأرزاق ومعط لما يستحقّه المرزوق ، وبقدر ما يحتاج اليه ، ولعلمه بحاجات المرزوق جملة ، ولاعطائه بلا عوض ولا غرض من المرزوق وغيره ، ولاعطائه ما يحتاج المرتزق في ارتزاقه كما قيل :
لقمه بخشى آيد از هر كس بكس |
|
حلق بخشى كار يزدانست وبس |
حلق بخشد جسم را وروح را |
|
حلق بخشد بهر هر عضوى جدا |
كوه طور اندر تجلّى حلق يافت |
|
تا كه مى نوشيد ومى را برنتافت |
اين گهى بخشد كه اجلالى شود |
|
از دغا واز دغل خالي شود |
ولانّ الرّزق ليس الّا في يده ولانّ رزقه فوق ما يتصوّر المتصوّرون في الحسن والالتذاذ به أتى بهذه الجملة معطوفة أو حالا بعد توصيف الرّزق بالحسن تفخيما لشأن رزقه وتأكيدا لحسنه (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً) مفعول به أو مفعول مطلق والمفعول به محذوف ، وقرئ مدخلا من المجرّد ومن باب الأفعال (يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ) بأحوال المقاتلين لهم وبأحوالهم لكنّه (حَلِيمٌ) لا يعجل بعقوبة المقاتلين ويرضى من عباده الحلم وعدم تعجيل المكافاة ممّن أساء إليهم أو قاتلهم ، أتى به هاهنا عطفا أو حالا مقدّمة لما بعده (ذلِكَ) قد مضى قبيل هذا نظيره (وَمَنْ عاقَبَ) اى جازى الظّالم (بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) اى بمثل ما ظلم به سمّاه عقابا مع انّ العقاب يستعمل في الجزاء