وحقّهم ، وبأمير المؤمنين (ع) وأولاده (ع) المنتشرة في الخلق فضائلهم ، وبعلم آل محمّد (ص) الّذى كان معطّلا لا يجدون له أهلا ، وبمجدهم وسائر صفاتهم المشهورة لكلّ أحد ، وبولاية علىّ (ع) ونبوّة محمّد (ص) ، وبحقيقة الدّين الّتى كانت معطّلة في كلّ شريعة ، وبالملّة الّتى كانت مرتفعة في زمان كلّ نبىّ وبعده (أَ) يتثبّطون عن المشي بالأرجل أو عن السّير بالانظار (فَلَمْ يَسِيرُوا) بأرجلهم أو بأنظارهم (فِي الْأَرْضِ) اى ارض العالم الكبير ، أو الصّغير أو ارض القرآن والاخبار ، أو ارض السّير وأحوال الماضين فينظروا الى أحوال الماضين محسنيهم ومسيئيهم فيكون ذلك النّظر مورثا لتفكّرهم وحصول العقول لهم (فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) يعنى فيحصل لهم مقام التّحقيق أو مقام التّقليد والانقياد فان كلّا منهما كمال تامّ للإنسان (فَإِنَّها) الضّمير للقصّة أو مبهم يفسّره الأبصار (لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) الّتى في الرّؤس بترك السّير والنّظر (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) أو لا تعمى الأبصار ان عميت لانّ لها كوّة الى الدّنيا وكوّة الى الآخرة ، وإذا عميت عميت منها الكوّة الّتى الى الدّنيا وليس المقصود ابصارها بل المقصود ابصار الكوّة الّتى الى الآخرة ولكن تعمى القلوب ان عميت يعنى تعمى الكوّة الّتى الى الآخرة ان عميت القلوب ، في خبر عن السّجّاد (ع) : انّ للعبد اربع أعين عينان يبصر بهما دينه ودنياه ، وعينان يبصر بهما امر آخرته ، فاذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللّتين في قلبه فأبصر بهما الغيب وامر آخرته ، وإذا أراد الله به غير ذلك ترك القلب بما فيه ، وعن الصّادق (ع) : انّما شيعتنا أصحاب الاربعة الأعين ، عينان في الرّأس وعينان في القلب ، الا وانّ الخلائق كلّهم كذلك الّا انّ الله عزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم ، وعن الباقر (ع) : انّما العمى عمى القلب ثمّ تلا الآية (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) المتوعّد به وذلك انّ رسول الله (ص) أخبرهم انّ العذاب أتاهم فقالوا : فأين العذاب؟ والجملة عطف على لم يسيروا (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) تقرير لتأنّيه وامهاله وبيان لسبب تأنّيه أو تهديد عن طول العذاب وطول ايّامه وقد مضى في بنى إسرائيل وسيجيء في سورة السّجدة تحقيق لسعة الايّام الرّبوبيّة (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها) أمهلت أهلها كما أمهلت قومك (وَهِيَ ظالِمَةٌ) مثل قومك (ثُمَّ أَخَذْتُها) في الدّنيا قبل الاحتضار بأنواع المؤاخذة وحين الاحتضار بحضور ملائكة العذاب وملك الموت (وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) فاعذّبها في الآخرة بأنواع العذاب الموعودة في الآخرة (قُلْ) بعد تسليته (ص) بانّ له في تكذيب قومه أسوة بالأنبياء وانّ المكذّبين مؤاخذون وانّ المستعجلين بالعذاب يمهلون لكن يؤاخذون في الدّنيا والآخرة امره (ص) ان يعلن دعوته وان ينادى قومه ولا يكترث بتكذيبهم فقال قل (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ظاهر الحجّة والصّدق أو مظهر لصدقى وإنذاري (فَالَّذِينَ آمَنُوا) بالايمان العامّ والبيعة العامّة النّبويّة وهو عطف من الرّسول (ص) أو من الله على قول الرّسول وهذا هو الظّاهر من قوله والّذين سعوا في آياتنا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الّتى أخذوها منّى بعد البيعة (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) الكريم من كلّ شيء ما يجمع فضائله (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) بالرّدّ والابطال والمنع والجحود (مُعاجِزِينَ) من عاجز عدوّه إذا تسابقا في الدّفع والتّعجيز (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) عطف على يستعجلونك بالعذاب وتسلية اخرى له (ص) (مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) في قراءة أهل البيت (ع) ولا محدّث وقد سبق تحقيق وتفصيل لمراتب الإنسان والفرق بين المحدّث والنّبىّ والرّسول في سورة البقرة عند قوله