ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) انقطاع (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ) فسّر الطّاغين ببني أميّة وأولياءهم ، وقدّ تكرّر انّ الأصل في كلّ شرّ وذي شرّ أعداء علي وبنو أميّة ومن وافقهم ولذلك صحّ تفسير كلّ شرّ وذي شرّ ذكر في القرآن بهم (هذا فَلْيَذُوقُوهُ) هذا مبتدء وليذوقوه خبره ، والفاء زائدة ، أو منصوب على شريطة التّفسير والفاء زائدة أو منصوب بمضمر مثل المذكور والفاء غير زائدة ، أو مبتدء بتوهّم امّا أو تقديره والفاء غير زائدة ، أو مبتدء خبره حميم وفليذوقوه معترضة ، أو خبر مبتدء محذوف ، أو مبتدء خبر محذوف اى العذاب ، أو هذا أو هذا هو العذاب ، أو المعنى خذ ذا المذكور من كون شرّ المآب للطّاغين (حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) غسق الجرح غسقانا سال منه ماء اصفر والمراد به ما سال من أبدان أهل النّار من الصّديد (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ) عطف على حميم أو مبتدء خبر محذوف اى لهم عذاب آخر من مثل هذا العذاب أو مذوق آخر من مثل هذا المذوق ، أو مبتدء خبره (أَزْواجٌ) اى عذاب آخر لهم من مثله أزواج أو خبر مبتدء أزواج والمعنى صنف آخر مثل هذا الصّنف أزواج لهذا الصّنف أو أنواع مختلفة بحسب الباطن وقرئ أخر على الجمع (هذا فَوْجٌ) جملة حاليّة أو مستأنفة على تقدير القول (مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) الاقتحام الدّخول في الشّدّة بنحو الشّدّة يعنى يقال للرّؤساء أو لبني أميّة : هذا السّواد اى المتبوعون أو بنو العبّاس فوج مقتحم معكم (لا مَرْحَباً بِهِمْ) جملة حاليّة أو وصفيّة أو مستأنفة جوابا لسؤال مقدّر أو للدّعاء عليهم من كلام الله أو من قول الرّؤساء للمتبوعين بتقدير القول (إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ) تعليل وقيل : يقول بنو أميّة : لأمر حبّا بهم (قالُوا) اى الاتباع للمتبوعين أو بنو العبّاس لبني أميّة (بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ) لاقدامكم اوّلا على ما أدخلنا في النّار وكونكم في ذلك قدوة لنا (أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ) اى هذا العذاب أو الدّخول في النّار أو هذا الدّعاء (لَنا) باقدامكم اوّلا وبجعلنا اتباعكم (فَبِئْسَ الْقَرارُ) جهنّم (قالُوا) قيل : ثمّ يقول بنو أميّة (رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ) لتأسيسهم ظلم آل محمّد (ص) واتّباعنا لهم في ذلك (وَقالُوا) اى الاتباع أو بنو العبّاس أو قال المتبوعون وبنو أميّة أو المجموع (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) قيل : ثمّ يقول أعداء آل محمّد (ص) ذلك والمراد شيعة أمير المؤمنين (ع) (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا) قرئ بكسر الهمزة صفة اخرى لرجالا ، وقرئ بهمزة الاستفهام على الإنكار التّوبيخىّ (أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) أم معادلة لقوله ما لنا لا نرى كأنّهم قالوا ليسوا هاهنا فلا نريهم أم كانوا هاهنا ولكن مالت أبصارنا عنهم فلا نريهم (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌ) واقع (تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) بدل من ذلك ، عن الصّادق (ع) لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوّكم في النّار بقوله وقالوا ما لنا لا نرى (الآية) قال والله ما عنى الله ولا أراد بهذا غيركم صرتم عند أهل هذا العالم من أشرار النّاس وأنتم والله في الجنّة تحبرون وفي النّار تطلبون ، وروى اما والله لا يدخل النّار منكم اثنان ، لا والله ولا واحد ، والله انّكم الّذين قال الله تعالى وقالوا ما لنا وفي رواية : إذا استقرّ أهل النّار في النّار يتفقّدونكم فلا يرون منكم أحدا فيقول بعضهم لبعض ما لنا (الآية) وذلك قول الله تعالى انّ ذلك لحقّ تخاصم أهل النّار يتخاصمون فيكم كما كانوا يقولون في الدّنيا (قُلْ) للمشركين أو للمنافقين من أمّتك (إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ) لست أجبركم على التّوحيد أو على ولاية علىّ (ع) (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) فلا حكم الّا له لقهّاريّته فلا معبود سواه فلست احكم بالخلافة من قبل نفسي ولا حكم لمن اشركتموه به (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) فلا ربوبيّة لشركائكم في شيء منها