سورة النمل
فاش تسبيح جمادات آيدت |
|
وسوسه تأويلها بر بايدت |
چون ندارد جان تو قنديلها |
|
بهر بينش كرده تأويلها |
(أَلَّا يَسْجُدُوا) قرئ بتخفيف اللّام من الا على انّه كان يا قوم اسجدوا فحذف المنادي وحينئذ يكون من كلام الهدهد بتقدير القول جوابا لسؤال مقدّر كأنّه قيل : ما قلت لهم؟ ـ فقال : قلت لهم : يا قوم اسجدوا أو من كلام سليمان (ع) خطابا لقومه بعد ما ذكر الهدهد أهل سبا وسجدتهم للشّمس أو من الله خطابا لقوم سليمان (ع) ، وقرئ بتشديد اللّام وحينئذ يجوز ان يكون ان تفسيريّة ولا يسجدوا نهيا وتفسيرا لقوله تعالى : صدّهم فانّ الصّدّ القولىّ في معنى القول كأنّه قيل : صدّهم بقول اى لا يسجدوا ، وان يكون ان ناصبة بدلا من أعمالهم أو بتقدير اللّام أو الباء متعلّقا بيسجدون أو زيّن أو صدّهم أو لا يهتدون ، أو لفظة لا زائدة وهو بتقدير الى متعلّق بيهتدون ، أو بدون التّقدير بدل من السّبيل والمعنى فصدّهم عن السّبيل عن السّجدة (لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ) الخبأ بالفتح والسّكون مصدر في معنى ما يخفى أو مشترك بين المصدر والوصف بمعنى المفعول كالخبيء (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
اعلم ، انّ السّماوات تطلق على الكرات العلويّة المحيطة بالأرض المشهودة بحركات كواكبها ، وعلى نفس الكواكب وعلى المجرّدات عن المادّة من عالم المثال الى عالم المشيّة ، والأرض تطلق على الأرض المحسوسة الواقعة في حيّز المركز ، وعلى جملة المادّيّات من البسائط والمواليد علويّة كانت أم سفليّة ، وعلى مراتب الموادّ من الهيولى الاولى الى البشريّة الّتى تعدّ سبعا ويعبّر عنها بالأراضي السّبع وعلى معنى يشمل المثاليّات العلويّة والسّفليّة وجملة الاستعدادات القريبة والبعيدة الّتى كانت للموادّ ، والمواليد في الحقيقة وجودات ضعيفة للمستعدّ لها فهي المستعدّ لها المستورة في الموادّ والمواليد لعدم بروزها بعد بحدودها ووجوداتها القويّة وجميع الفعليّات الفائضة من العلويّات والجهات الفاعلة على المادّيّات والجهات القابلة موجودة بنحو الإجمال والبساطة في الجهات الفاعلة لكنّها مختفية بنحو التّفصيل والتّميز ومن حيث وجوداتها الخاصّة في الجهات الفاعلة فلا اختصاص للمخبوءات بالحبوب والعروق المختفية تحت الأرض ولا بالكواكب المختفية في السّماء وقد أشير بالفارسيّة الى ما أشرنا بقوله :
اى كه خاك شوره را تو نان كنى |
|
واى كه نان مرده را تو جان كنى |
عقل وحس را روزى وايمان دهى |
|
اى كه خاك تيره را تو جان دهى |
ميكنى جزو زمين را آسمان |
|
ميفزائى در زمين از اختران |
(وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ) من الأفعال والأحوال والأقوال والنّيّات والعزمات والخيالات والخطرات والمكمونات الّتى لا شعور لكم بها (وَما تُعْلِنُونَ) كذلك ، وقرئ الفعلان بالغيبة يعنى الّا يسجدوا لله الّذى يستحقّ العبادة لكمال دقّته ولطفه في العمل بحيث يخرج جميع مكمونات الأرواح والأجساد فيخرج جميع مكمونات وجودكم ويجازيكم عليها ولكمال دقّته ولطفه في العلم بحيث يعلم جميع ما تخفونه علمتموها أو لم تعلموها وجميع ما تعلمونه فيجازيكم عليها (اللهُ) خبر الّذى أو بدل منه أو مبتدء خبره (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) الى هاهنا آخر حكاية قول الهدهد أو آخرها يهتدون أو الا يسجدوا على تخفيف اللّام ابتداء كلام من الله أو من سليمان (ع) أو الا يسجدوا لله آخر الحكاية والّذى يخرج الخبأ ابتداء كلام كذلك ، أو الله لا اله الّا هو ابتداء كلام من الله ، أو من سليمان (ع) (قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ) في هذا الاخبار (أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ) لم يقل أم كذبت لانّه قلّما ينفكّ المخبر عن زيادة ونقيصة في حكايته وليس مقصوده (ع) النّظر في انّه ادخل في اخباره كذبا بل مقصوده ان ينظر انّه كذب وهو متعمّد في كذبه أو صدق في أصل اخباره دخل فيه كذب ما أو لم يدخل (اذْهَبْ بِكِتابِي هذا) قد سبق مكرّرا انّ أمثال هذه