أو بنعمة المطر وأنعامنا به ، عن ابى جعفر (ع) انّه قال : فأبى أكثر النّاس من أمّتك بولاية علىّ (ع) الّا كفورا (وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) لكن لم نشأ لعدم اقتضاء الحكمة ذلك فانّ توحيد الرّسول (ص) تفخيم لشأنه وتوحيد لجهة توجّه الخلق وفي هذا التّوحيد إصلاحهم وتكميلهم (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) بالله أو بك أو بالولاية في إراداتهم واهويتهم (وَجاهِدْهُمْ بِهِ) بالقرآن أو ترك طاعتهم أو بعلىّ (ع) (جِهاداً كَبِيراً وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ) أرسل وخلّى (الْبَحْرَيْنِ) البحر العذب والبحر الأجاج (هذا عَذْبٌ فُراتٌ) العذب من الطّعام والشّراب كلّ مستساغ ، والفرات البالغ في العذوبة (وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) الملح ضدّ العذب ، والأجاج البالغ في الملوحة (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) حاجزا من قدرته بحسب التّنزيل ومن عالم سوى العالمين ومن شيء سوى البحرين بحسب التّأويل (وَحِجْراً) الحجر بالتّثليث المنع ويستعمل في المانع والحرام (مَحْجُوراً) تأكيد للحجر مثل ظلّ ظليل ، قيل : ذلك مثل دجلة تدخل البحر وتشقّه ولا يغيّر أحدهما طعم الآخر ، وقيل : ذلك مثل الأنهار العظيمة جعل الله بينها وبين البحار العظيمة برزخا من الأرض مانعا من اختلاطها ، أو المراد بالبحرين بحر الفاعليّة الّتى هي عين ذات الفاعل وبحر القابليّة الّتى هي عين ذات القابل ، وبالبرزخ الصّور المنطبعة الّتى هي بوجه من جهة القابل ، وبوجه من جهة الفاعل ، وهي برزخ مانع من اختلاط الفاعليّة بالقابليّة وتدنّسها بها ، وهلاك القابليّة بالفاعليّة ، أو البحران عالم الأرواح المجرّدة الصّرفة وعالم الأجسام المادّيّة ، والبرزخ عالم البرزخ وعالم المثال المانع من فناء الأجسام بالأرواح واختلاط الأرواح بالأجسام ، أو البحران عالم الأجسام المادّيّة وعالم المثال وما فوقه والبرزخ عالم البرزخ المعبّر عنه بهور قوليا ، أو البحران الملكوتان السّفلىّ والعلوىّ والبرزخ عالم الأجسام المانع من ظهور أحدهما على الآخر فانّه لو ظهر أحدهما على الآخر لفنى الملكوت السّفلىّ وهلك ، أو البحران عالم الأجسام وعالم المثال والبرزخ عالم النّفوس الحيوانيّة وكلّ هذه كما هي جارية في العالم الكبير تجري في العالم الصّغير (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ) اى ماء البحرين فانّ المناسب لذكره في ذيل البحرين ان يكون اللّام للعهد يعنى عوضا عن المضاف اليه ، أو من النّطفة فانّ الإنسان مخلوق من النّطفة الّتى هي أمشاج من الطّينتين السّجّينيّة والعلّيّينيّة اللّتين هما من البحرين (بَشَراً) البشر الإنسان ذكرا كان أو أنثى واحدا أو غيره وقد يثنّى ويجمع لكن اطلاق البشر على الإنسان باعتبار جسمانيّته المحياة بروحانيّته (فَجَعَلَهُ) بعد ما خلقه (نَسَباً) اى منسوبا أو منسوبا اليه أو ذا نسب والنّسب القرابة مطلقة أو من جانب الأب (وَصِهْراً) اى جعله قرابة بالنّسب وقرابة بالمصاهرة فانّ الصّهر مطلق القرابة أو الانتساب بالمصاهرة وهو المراد كما انّ المراد بالنّسب الانتساب بالتّوالد ، وورد انّ المراد بالبشر آدم (ع) وحوّاء (ع) خلقهما من الماء بان جعل جزء مادّتهما الماء أو خلقهما من امتزاج الماء العذب الفرات والماء الملح الأجاج ، وخلق حوّاء من ضلعه الأيسر فصارا ذوي نسب وزوّج حوّاء آدم فصارا ذوي صهر ، وفي اخبار عديدة مضمون انّ المراد بالبشر محمّد (ص) وعلىّ (ع) وانّ الله خلق ماء تحت العرش قبل ان يخلق آدم وأسكنه في لؤلؤ خضراء في غامض علمه الى ان خلق آدم فلمّا خلق آدم نقل ذلك الماء من اللّؤلؤ فأجراه في صلب آدم الى ان جعله الله في صلب عبد المطّلب ثمّ شقّه نصفين ومحمّد (ص) وعلىّ (ع) من ذينك النّصفين فصارا ذوي نسبين ، وتزوّج علىّ (ع) فاطمة (ع) فصارا صهرين ، وانّ الآية في محمّد (ص) وعلىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وهم البشر وجعلهم الله ذوي نسب وصهر (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) على خلق البشر من الماء وجعله نسبا وصهرا (وَيَعْبُدُونَ) اى المشركون أو الكافرون أو المحجوبون في حجب الأجسام