اليه (ص) أيضا انّه قال : اربع لعنهم الله من فوق عرشه وأمّنت عليه ملائكته الّذى يحصر نفسه فلا يتزوّج ولا يتسرّى لئلّا يولد له ، والرّجل يتشبّه بالنّساء وقد خلقه الله ذكرا ، أو المرأة تتشبّه بالرّجال وقد خلقها الله أنثى ، ومضلّل النّاس يقول للمسكين : هلمّ أعطك فاذا جاء يقول ليس معى شيء ، ويقول للمكفوف : اتّق الدّابة وليس بين يديه شيء ، والرّجل يسأل عن دار القوم فيضلّله (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) مصدر كاتبه من الكتابة فانّه يجعل بين السيّد والعبد أو الامة كتابا مشتملا على نجوم مال الكتابة واجله وشروط المكاتبة ، أو اسم بمعنى الصّحيفة المكتوب فيها ، أو بمعنى القدر ، أو بمعنى الفرض ، أو هو مصدر من المجرّد أو المزيد فيه من الكتاب بواحد من المعنيين الأخيرين فانّهما يقدّر ان مال الكتابة ، أو المولى يفرض على نفسه عتق عبده بأداء مال الكتابة (مِمَّا مَلَكَتْ) اى من العبيد والإماء الّذين ملكتهم (أَيْمانُكُمْ) وانّما أتى بلفظ ما دون من للاشعار بانّهم من حيث المملوكيّة في حكم غير ذوي العقول (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) أى مالا أو حرفة أو قدرة على كسب المال أو امانة حتّى لا يكتسبوا بالحرام مثل السّرقة والسّؤال والزّنا أو صلاحا حتّى لا يفرّوا من مال الكتابة (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) اى حطّوا من مال الكتابة أو ردّوا عليهم ممّا أخذتموه من نجوم مال الكتابة شيئا ايّها الموالي ، أو أعطوهم من الزّكاة اعانة على أداء مال الكتابة ايّها الموالي أو ايّها المؤمنون (وَلا تُكْرِهُوا) ايّها الموالي (فَتَياتِكُمْ) اى إمائكم الشّابّات (عَلَى الْبِغاءِ) اى الزّنا (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) بيان للاكراه على البغاء فانّه لا يتحقّق الّا بإرادتهنّ التّحصّن على انّ مفهوم الشّرط لو كان قيدا لم يكن حجّة (لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) بكسبهنّ واجرة البغاء (وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ) لهم إذا تابوا أو غفور لهنّ ما يلزمهنّ من السّوأة اللّازمة لهذا الفعل ولو كان بالإكراه أو من السّوأة اللّازمة لهنّ بعد الإكراه إذا رغبن في الفعل بمقتضى طبيعتهنّ (رَحِيمٌ) يرحمهم أو يرحمهنّ فضلا عن المغفرة ، وقرئ فانّ الله من بعد اكراههنّ لهنّ غفور رحيم (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ) موضحات أو واضحات قرئ بكسر الياء وفتحها ، وبان وأبان وبيّن وتبيّن واستبان كلّها لازم ومتعدّ والمعنى أنزلنا إليكم آيات واضحات الأحكام أو المقاصد أو الحكم والمصالح ، أو البراهين ، مثل القضايا الّتى قياساتها معها ، أو الصّدق والمراد بها معنى اعمّ من الآيات التّدوينيّة والتّكوينيّة الآفاقيّة والانفسيّة من الأنبياء والأولياء والعقول ووارداتها (وَمَثَلاً) اى حجّة أو حديثا أو شبيها (مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) ويجوز ان يراد بالآيات الآيات التّدوينيّة وبالمثل علىّ (ع) أو بالآيات محمّد (ص) والعقول فانّ محمّدا (ص) من حيث النّبوّة نازل من الله وبالمثل علىّ (ع) فانّه من حيث الولاية نازل من الله ، ومحمّد (ص) من حيث النّبوّة آية بل آيات من الله ، وعلىّ (ع) من حيث الولاية شبيه للماضين جميعا (وَمَوْعِظَةً) اى تذكيرا ونصحا وترغيبا وتخويفا ، ويجوز ان يكون الآيات والمثل والموعظة أوصافا لذات واحدة ويكون المراد عليّا (ع) فانّه بأوصافه وأخلاقه وعلومه ومكاشفاته وقدرته وتصرّفاته آيات عديدة دالّة على صفات الحقّ الاوّل تعالى مبيّنة لذاته وصفاته كما انّه مثل لجميع الأنبياء والأولياء (ع) الماضين وهو بذاته وسائر صفاته موعظة (لِلْمُتَّقِينَ) متعلّق بموعظة أو بانزلنا أو اللّام للتّبيين والظّرف مستقرّ خبر لمبتدء محذوف أو حال وانّما قال للمتّقين لانّ غيرهم لا ينتفعون بذلك.
آية النّور
(اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) اعلم انّ الله كما سبق مكرّرا اسم للذّات الواجب الوجود باعتبار مقام ظهوره الّذى هو مقام المشيّة وهي إضافته الاشراقيّة الى الأشياء وهي فعله وفيضه