بتكفيرهم ، الا بالتحقيق ايقانا بالغيب لأنه لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد ، ما تصور فى الاوهام فهو خلافه ، ليس برب من طرح تحت البلاغ ومعبود من وجد فى هواء أو غير هواء. هو فى الأشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها ، ليس بقادر من قارنه ضد أو ساواه ندّ ليس عن الدهر قدمه ولا بالناحية أممه.
احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار. وعمن فى السماء احتجابه كمن فى الأرض ، قربه كرامته وبعده اهانته ، لا يحله فى ، ولا توقّته اذ ، ولا تؤامره ان ، علوّ من غير توقّل ، ومجيئه من غير تنقّل ، يوجد المفقود ويفقد الموجود ولا تجتمع لغيره الصفتان فى وقت. يصيب الفكر منه الايمان به موجودا ووجود الايمان لا وجود صفة ، به توصف الصفات لا بها يوصف ، وبه تعرف المعارف لا بها يعرف ، فذلك الله لا سمّى له ، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (١).
١٢ ـ الصدوق باسناده ، عن الحسين بن على عليهماالسلام قال : ان يهوديا سئل علىّ ابن أبى طالب عليهالسلام فقال : أخبرنى عمّا ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله تعالى ، قال : علىّ عليهالسلام أمّا ما لا يعلمه الله فذلك قولكم : يا معشر اليهود عزيز بن الله والله لا يعلم له ابنا وأمّا قولك : ما ليس لله فليس له شريك وأمّا قولك : ما ليس عند الله ، فليس عند الله ظلم للعباد ، فقال اليهودى : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول اللهصلىاللهعليهوآله (٢).
١٣ ـ عنه ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن على بن الشاه الفقيه المروروذى ، فى منزله بمروروذ ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائى بالبصرة ، قال : حدّثنى أبى ، قال : حدّثنى علىّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال حدّثنى أبى موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على ، قال :
__________________
(١) تحف العقول : ١٧٥.
(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٦.