إذ قام إليه نافع بن الأزرق ، فقال : يا ابن عبّاس تفتى فى النملة والقملة ، صف لنا إلهك الّذي تعبده ، فأطرق ابن عبّاس إعظاما لله عزوجل ، وكان الحسين بن علىّ عليهماالسلام جالسا ناحية ، فقال : إلىّ يا ابن الأزرق ، فقال : لست إيّاك أسأل.
فقال ابن العبّاس : يا ابن الأزرق إنّه من أهل بيت النبوّة ، وهم ورثة العلم فأقبل نافع بن الأزرق نحو الحسين ، فقال له الحسين : يا نافع إنّ من وضع دينه على القياس لم يزل الدّهر فى الارتماس ، مائلا عن المنهاج ، ظاعنا فى الاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، يا ابن الأزرق أصف الهى بما وصف به نفسه وأعرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصق ، وبعيد غير متقصّ ، يوحّد ، ولا يبغّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلّا هو الكبير المتعال (١).
٣ ـ عنه ، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رحمهالله ، قال : حدّثنا علىّ ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن أبى جعفر محمّد بن على الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه ـ الحسين ـ عليهمالسلام أنّه قال : إنّ رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : يا أمير المؤمنين بما ذا عرفت ربّك؟ قال : بفسخ العزم ونقض الهمّ.
لمّا هممت فحيل بينى وبين همّى ، وعزمت فخالف القضاء عزمى علمت أنّ المدبّر غيرى ، قال : فيما ذا شكرت نعماءه؟ قال : نظرت الى بلاء قد صرفه عنّى وأبلى به غيرى فعلمت أنّه قد أنعم علىّ فشكرته ، قال : فلما ذا أحببت لقاءه ، قال : لمّا رأيته قد اختار لى دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت أنّ الّذي أكرمنى بهذا ليس ينسانى فأحببت لقاءه(٢).
٤ ـ عنه ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن علىّ البصرى ، قال : حدّثنا أبو
__________________
(١) التوحيد : ٧٩.
(٢) التوحيد : ٢٨٨.