منسوب ، ولا له مثل مضروب ، ولا شيء عنه محجوب ، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علوّا كبيرا.
أشهد أن لا إله الّا الله إيمانا بربوبيّته ، وخلافا على من أنكره ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله المقرّ فى خير مستقرّ ، المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهّرات الأرحام المخرج من أكرم المعادن محتدا ، وأفضل المنابت منبتّا ، من أمنع ذروة ، وأعزّ أرومة ، من الشجرة الّتي صاغ الله منها أنبيائه وانتجب منها أمناءه الطيّبة العود ، المعتدلة العمود ، الباسقة الفروع ، الناضرة الغصون ، اليانعة الثمار الكريمة الحشا ، فى كرم غرست ، وفى حرم أنبتت ، وفيه تشعّبت ، وأثمرت ، وعزّت ، وامتنعت ، فسمت به وشمخت حتّى أكرمه الله عزوجل بالروح الأمين والنور المبين والكتاب المستبين.
سخّر له البراق ، وصافحته الملائكة ، وأرعب به الأباليس ، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه ، سنته الرّشد ، وسيرته العدل وحكمه الحقّ صدع بما أمره ربّه ، وبلّغ ما حمله ، حتّى أفصح بالتوحيد دعوته وأظهر فى الخلق أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، حتّى خلصت له الوحدانية وصفت له الربوبيّة ، وأظهر الله بالتوحيد حجّته ، وأعلى بالاسلام درجته ، واختار الله عزوجل لنبيّه ما عنده من الرّوح والدرجة والوسيلة ، صلّى الله عليه عدد ما صلّى على أنبيائه المرسلين ، وآله الطاهرين (١).
٢ ـ عنه ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانى رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودى البصرى بالبصرة ، قال : أخبرنا محمّد بن زكريّا الجوهرىّ الغلابى البصرى ، قال : حدّثنا العبّاس بن بكّار الضبىّ ، قال : حدّثنا أبو بكر الهذلىّ ، عن عكرمة ، قال : بينما ابن عبّاس يحدّث الناس
__________________
(١) التوحيد : ٦٩.