فسنسقي كربلا بالعبرات |
|
وكفا من علق القلب الأسوف |
سيدي أبكيك منهوب الرحال |
|
سيدي أبكيك مسبيّ العيال |
بين أعداك على عجف الجمال |
|
فى الفيا فى بعد هاتيك السجوف |
سيدي إن نقض دهرا فى بكاك |
|
ما قضينا البعض من فرض ولاك |
أو عكفنا عمرنا حول ثراك |
|
ما شفى غلّتنا ذاك العكوف |
لهف نفسي لنساك المعولات |
|
واليتامى إذ غدت بين الطغاة |
باكيات شاكيات صارخات |
|
ولها حولك تسعى وتطوف |
يا حمانا من لنا بعد حماك |
|
ومن المفزع من أسر عداك؟ |
ولمن نلجأ إن طال نواك |
|
ودهتنا بدواهيها الصروف؟ |
يا حمانا من لأيتام صغار |
|
ومذاعير تعادى بالفرار؟ |
راعها المزعج من سلب ونار |
|
حيث لا ملجا ولا حام رءوف |
لست أنساها وقد مالت الى |
|
صفوة الأنصار صرعى في الفلا |
أشرقت منها محاني كربلا |
|
كشموس غالها ريب الكسوف |
هاتفات بهم مستصرخات |
|
باكيات نادبات عاتبات |
صارخات أين عنا يا حماة |
|
يا بدور التمّ ما هذا الخسوف؟ |
يا رجال البأس فى يوم الكفاح |
|
يا ليوث الحرب فى غاب الرماح |
كيف آذنتم جميعا بالرواح |
|
ورحلتم رحلة القوم الضيوف؟ |
ما لكم لا غالكم صرف الردى |
|
لا ولا أدركتم بيض الضبا؟ |
أفترضون لنا ذل السبا |
|
وعناء الأسر ما بين الالوف؟ |
أفنسبى بعدكم سبي العبيد |
|
ثم نهدى من عنيد لعنيد؟ |
لا وقفنا في السبا عند يزيد |
|
حبذا الموت ولا ذاك الوقوف (١) |
__________________
(١) مقتل الحسين : ٤٧٧.