بنى المعالي بمعالي هممه |
|
ما اخضرّ عود الدين إلا بدمه |
بنفسه اشترى حياة الدين |
|
فيا لها من ثمن ثمين |
أحيى معالم الهدى بروحه |
|
داوى جروح الدين من جروحه |
جفت رياض العلم بالسموم |
|
لم يروها إلا دم المظلوم |
فأصبحت مورقة الأشجار |
|
يانعة زاكية الثمار |
أقعد كل قائم بنهضته |
|
حتى أقام الدين بعد كبوته |
قامت به قواعد التوحيد |
|
مذ لجئت بركنها الشديد |
وأصبحت قويمة البنيان |
|
بعزمه عزائم القرآن |
غدت به سامية القباب |
|
معاهد السنة والكتاب |
أفاض كالحيا على الوراد |
|
ماء الحياة وهو ظام صادي |
وكضة الظما وفى طي الحشا |
|
ريّ الورى والله يقضى ما يشا |
وقد بكته والدموع حمر |
|
بيض السيوف والرماح السمر |
تفطر القلب من الظما وما |
|
تفتر العزم ولا تثلّما |
ومن يداك نوره الطور فلا |
|
يندك طود عزمه من البلا |
تعجب من ثباته الأملاك |
|
ومن تجولاته الأفلاك |
لا غرو انه ابن بجدة اللقا |
|
قد ارتقى فى المجد خير مرتقى |
شبل «علىّ» وهو ليث غابة |
|
لا بل كأن الغاب فى اهابه |
كراته فى ذلك المضمار |
|
تكوّر الليل على النهار |
وعضبه صاعقة العذاب |
|
على بقايا بدر والأحزاب |
سطا بسيفه ففاضت الربى |
|
بالدم حتى بلغ السيل الزبى |
فرق جمع الكفر والضلال |
|
لجمع شمل الدين والكمال |
أنار بالبارق وجه الحقّ |
|
وفى وميضه رموز الصدق |