أجابت على عينى سحائب عبرة |
|
فلم تصح بعد الدمع حتّى ارمعلّت |
تبكى على آل النبيّ محمّد |
|
وما اكثرت فى الدمع لا بل أقلّت |
أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم |
|
وقد نكأت أعداؤهم حين سلّت |
وإنّ قتيل الطفّ من آل هاشم |
|
أذلّ رقابا من قريش فذلّت |
فقالت فاطمة : يا أبا رمح هكذا تقول؟ قال : فكيف أقول جعلنى الله فداك قالت : قلت : «أذلّ رقاب المسلمين فذلّت» فقال : لا أنشدها بعد اليوم إلّا هكذا. (١)
٦٥ ـ قال المقرم :
إن قضية سيد الشهداء عليهالسلام بما اشتملت عليه من القساوة الشائنة كانت مثيرة للعواطف مرققة للافئدة فتذمر منها حتى من لم ينتحل دين الاسلام لذلك ازدلف الشعراء قديما وحديثا باللغة الفصحى والعامية إلى ذكرها وتعريف الاجيال المتعاقبة بما جاء به الأمويون به استئصال شأفة آل الرسول صلىاللهعليهوآله فجاءوا بما فيه نجعة المرتاد. ومن هؤلاء المناضلين لاحياء المذهب الحجة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء نور الله ضريحه فلقد جاء بمراث كثيرة لها حسن السبك ودقة المعنى وسلاسة النظم ورقة الانشاء آثرنا منها ما رثى به السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة عليهالسلام :
نفس أذابتها أسى حسراتها |
|
فجرت بها محمرّة عبراتها |
وتذكرت عهد المحصّب من منى |
|
فتوقدت بضلوعها جمراتها |
سارت وراءهم ترجع رنة |
|
حنت مطاياهم لها وحداتها |
طلعوا بيوم للوداع وقد غدى |
|
ليلا فردت شمسه جبهاتها |
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٩٣.