فما عن قلى فارقت دار معاشر |
|
هم المانعون باحتى وذمارى |
ولكنه ما حمّ لا بد واقع |
|
نظار ترقب ما يحم نظار |
قالوا : لمّا بايع الحسن معاوية ومضى تلاقتت الشيعة باظهار الحسرة والندم على ترك القتال والاذعان بالبيعة فخرجت إليه جماعة منهم فخطؤه فى الصلح! وعرضوا له ينقض ذلك! فأباه وأجابهم بخلاف ما ارادوه عليه ، ثم انهم أتوا الحسين فعرضوا عليه ما قالوا للحسن وأخبروه بما ردّ عليهم فقال : قد كان صلح وكانت بيعة ، كانت لها كارها فانتظروا ما دام هذا الرجل حيا ، فان يهلك نظرنا ونظرتم ، فانصرفوا عنه فلم يكن شيء أحبّ إليهم وإلى الشيعة من هلاك معاوية وهم يأخذون أعطيتهم ويغزون مغازيهم.
قالوا : وشخص محمّد بن بشر الهمدانيّ وسفيان بن ليلى الهمدانيّ إلى الحسن وعنده الشيعة الذين قدموا عليه اوّلا فقال له سفيان كما قال له بالعراق : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال له : اجلس لله أبوك والله لو سرنا الى معاوية بالحبال والشجر ما كان الا الذي قضى ، ثم أتيا الحسين فقال : ليكن كل امرئ منكم حلسا من أحلاس بيته ما دام هذا الرجل حيا فان يهلك وانتم أحياء رجونا ان يخيّر الله لنا ويؤتينا رشدنا ولا يكلنا الى انفسنا «ف (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (١).
١٠٤ ـ ابو حنيفة المغربى باسناده عن الحسين بن على عليهماالسلام أنّه قال : قالت أسماء بنت عميس : لمّا جاء نعى جعفر بن أبى طالب عليهالسلام نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى ما بعينى من أثر البكاء ، فخاف على بصرى أن يذهب ، ونظر إلى ذراعىّ قد تشقّقتا فعزّانى عن جعفر ، وقال : عزمت عليك يا أسماء إلّا اكتحلت وصفّرت ذراعيك (٢)
__________________
(١) الحسين والسنة : ٣٩ ـ ٤١.
(٢) دعائم الاسلام : ٢ / ٢٩١.