ان ابتنى بفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله واعدت رجلا صواغا من بنى قينقاع ان يرتحل معى فنأتى بإذخر أردت ان ابيعه من الصوّاغين واستعين به فى وليمة عرسى (١).
٩٩ ـ أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا محمّد بن بشر قال حدثنا سفيان بن سعيد عن أبى الجحاف ، عن أبى موسى بن عمير ، عن أبيه قال : أمر الحسين عليهالسلام مناديا فنادى ، فقال : لا يقتلنّ رجل معى عليه دين ، فقال رجل : ضمنت امرأتى دينى ، فقال : ما ضمان امرأة ، قال : ونادى فى الموالى : فانه بلغنى أنه لا يقتل رجل لم يترك وفاء إلّا دخل النار (٢).
١٠٠ ـ قال ابن قتيبة : ذكروا أنّ يزيد بن معاوية سهر ليلة من الليالى ، وعنده وصيف لمعاوية يقال له رفيق ، فقال يزيد : أستديم الله بقاء أمير المؤمنين ، وعافيته إياه ، وأرغب إليه فى تولية أمره وكفاية همّه ، فقد كنت أعرف من جميل رأى أمير المؤمنين فيّ ، وحسن نظره فى جميع الأشياء ما يؤكد الثقة فى ذلك والتوكّل عليه ، منعنى من البوح بما جمجمت فى صدرى له ، وتطلابه إليه.
فأضاع من أمرى وترك من النظر فى شأنى ، وقد كان فى حلمه وعلمه ورضائه ، ومعرفته ، بما يحقّ لمثله النظر فيه ، غير غافل عنه ولا تارك له ، مع ما يعلم من هيبتى له وخشيتى منه ، فا لله يجزيه عنّى بإحسانه ، ويغفر له ما اجترح من عهده ونسيانه ، فقال الوصيف : وما ذلك جعلت فداك؟ لا تلم على تضييعه إياك ، فإنك تعرف تفضيله لك ، وحرصه عليك ، وما يخامره من حبك وأن ليس شيء أحبّ إليه ، ولا آثر عنده منك لديه فاذكر بلاءه ، واشكر حباءه فإنك لا تبلغ من شكره إلا بعون من الله.
قال : فأطرق يزيد إطراقا عرف الوصيف منه ندامته على ما بدا منه ، وباح به ،
__________________
(١) سنن الكبرى : ٦ / ١٥٣.
(٢) المصنف : ١١ / ١٠٤.