أما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذل له فى حاجتك فهو يصون وجهك أن يردّك بغير قضاء حاجتك (١).
١٩ ـ عنه قال عليهالسلام : إلا خوان أربعة : فأخ لك وله ، وأخ لك ، وأخ عليك ، وأخ لا لك ولا له ، فسئل عن معنى ذلك؟ فقال عليهالسلام : الأخ الذي هو لك وله فهو الأخ الّذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء ولا يطلب بإخائه موت الاخاء فهذا لك وله لأنه إذا تمّ الإخاء طابت حياتهما جميعا ، وإذا دخل الإخاء فى حال التناقض بطل جميعا.
الأخ الّذي هو لك فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة فلم يطمع فى الدنيا إذا رغب فى الإخاء ، فهذا موفّر عليك بكليّته. والأخ الذي هو عليك فهو الأخ الذي يتربّص بك الدوائر ويفشى السرائر ويكذب عليك بين العشائر وينظر فى وجهك نظر الحاسد فعليه لعنة الواحد ، والاخ الذي لا لك ولا له فهو الذي قد ملأه الله حمقا فأبعده سحقا فتراه يؤثر نفسه عليك ويطلب شحّ ما لديك (٢).
٢٠ ـ قال عليهالسلام : من دلائل علامات القبول : الجلوس إلى أهل العقول ، ومن علامات أسباب الجهل المماراة لغير أهل الكفر ، ومن دلائل العالم انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر (٣).
٢١ ـ عنه قال عليهالسلام : إن المؤمن اتخذ الله عصمته وقوله مرآته ، فمرّة ينظر فى نعت المؤمنين ، وتارة ينظر فى وصف المتجبّرين ، فهو منه فى لطائف ، ومن نفسه فى تعارف ومن فطنته فى يقين ، ومن قدسه على تمكين (٤).
٢٢ ـ عنه قال عليهالسلام : إياك وما تعتذر منه ، فأنّ المؤمن لا يسىء ولا يعتذر ، و
__________________
(١) تحف العقول : ١٧٧.
(٢) تحف العقول : ١٧٨.
(٣) تحف العقول : ١٧٨.
(٤) تحف العقول : ١٧٨.