باب ما يتضمّن ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة
بالكتاب الكبير والكتاب الصغير وما بينهما من الكتب
ومن جملة ما
يتضمّن التنبيه على مراتب الحقائق والفصول التي تضمّنتها الفاتحة
، وبيان سرّ ارتباط بعضها بالبعض على سبيل الإجمال.
وهذا الباب سطر
على نحو ما ورد لفظا ومعنى ، وإن كان الكلّ من حيث المعنى كذلك ـ أي هو مقدّس عن
التعمّل والفكر ـ ولكن انفرد هذا بالجمع بين اللفظ والمعنى ، وكثيرا مّا يقع هذا
في الكتاب وغيره ، فافهم.
ثم اعلم ، أنّه ما
ثمّة أمر من الأمور يفرض بين أمرين ، أو ينسب إليه بداية وغاية إلّا ولا بدّ أن
يكون له فاتحة هي مرتبة أوّلية ، وخاتمة هي مرتبة آخريّة ، وأمر ثالث يكون مرجع
الحكمين إليه يجمعهما ويتعيّن بهما ، والفاتحة من جملة هذه الأمور المشار إليها ،
وكذلك الإنسان والعالم وما تفرّع على ما ذكرنا وكان تبعا له.
فواتح العالم
الكبير
وإذا تقرّر هذا ،
فاعلم ، أنّ الحقّ ـ سبحانه وتعالى ـ فتح خزانة غيب ذاته وهويّته التي لا يعلمها
سواه باسمه الجامع بين صفات الجمع والتفرقة ، والإطلاق والتقييد ، والأوّليّة
والآخريّة ، والظاهريّة والباطنيّة ، وخصّه بأن جعله مفتاحا للأسماء والأعيان وهو «الحمد»
الذي نبّهنا عليه في سرّ بدء الأمر.
__________________