وصل من هذا الأصل
وإذ أومأنا إلى سرّ العلم وما قدّر التلويح به من مراتبه وأسراره ، فلنذكر ما تبقى (١) من ذلك ممّا سبق الوعد بذكره ، ولنبدأ بذكر متعلّقاته الكلّيّة الحاصرة التي لا تعلّق للعلم بسواها إلّا بتوابعها ولوازمها التفصيليّة. فنقول :
متعلّقات العلم
العلم إمّا أن يتعلّق بالحقّ ، أو بسواه ، والمتعلّق بالحقّ إمّا أن يتعلّق به من حيث اعتبار غناه وتجرّده عن التعلّق بغيره من حيث هو غير ، أو من حيث تعلّقه بالغير وارتباط الغير به ، أو من حيث معقوليّة نسبة جامعة بين الأمرين ، أو من حيث نسبة الإطلاق عن النسب الثلاث ، أو من حيث الإطلاق عن التقيّد (٢) بالإطلاق وعن كلّ قيد ، وانحصر الأمر في هذه المراتب الخمس فاستحضرها.
ثم نقول : والمتعلّق بالأغيار إمّا أن يتعلّق بها من حيث حقائقها التي هي أعيانها ، أو يتعلّق بها من حيث أرواحها التي هي مظاهر حقائقها ، أو من حيث صورها التي هي مظاهر الأرواح والحقائق. وللحقائق والأرواح والصور من حيث أعيانها المفردة المجرّدة أحكام ، ولها من حيث التجلّي الوجودي الساري فيها والمظهر أعيانها باعتبار الهيئة المعنويّة الحاصلة من اجتماعها أحكام ، ولكلّ حكم منها أيضا حقيقة هي عينه. لكن لمّا كانت التابعة أحوالا للمتبوع وصفات ولوازم ونحو ذلك (٣) ، سمّيت التوابع نسبا وصفات وخواصّ وأعراضا
__________________
(١) ق : يبتني.
(٢) ه : التقييد.
(٣) ه : ذلك سميت الأصول المتبوعة حقايق.