الذهن فعلا كان ، أو حركة ، أو كيفيّة ، أو صورة وجوديّة ، لفظا كان أو غيره ، أو أمرا متركّبا (١) من ذلك كلّه أو بعضه.
وإن لم يقترن مع ذلك تخيّل حاكم فهو ـ أعني المسمّى ذكرا ـ عبارة عن نطق بحروف نظمت نظما خاصّا تصلح لأن يجعل أو يفهم لها مدلول مّا ، كائنا ما كان.
وأمّا نتائج الأذكار فإنّها تظهر بحسب اعتقاد الذاكر وعلمه ، وبحسب ما يتضمّنه الذكر من المعاني التي يدلّ عليها ، وبحسب الخاصّة اللازمة للهيئة التركيبيّة الحاصلة من اجتماع حروف الاسم الذي يتلفّظ به الذاكر أو يستحضره في خياله أو يتعقّله (٢) ، وبحسب الصفة الغالبة على الذكر حين الذكر ، وغلبة أحد (٣) الأحكام الخمسة المذكورة ، أو بحسب حكم جمعيّة الأمور المستندة إلى الذاكر (٤) نفسه ، واستيلاء أحدها أو كلّ ذلك بحسب الموطن والنشأة والوقت ، وأوّليّة الأمر الباعث على التوجّه ، وروحانيّة المحلّ (٥) والاسم الإلهي ، الذي له السلطنة إذ ذاك ، فافهم وتدبّر وأمعن التأمّل فيما بيّن لك ، فإنّه إن فكّ لك معمّاه ، شاهدت بعقلك النظري الآلي (٦) ما يهولك أمره ، ويطيب لك خبره وأثره ، والله وليّ الإحسان ، الهادي إلى الحقّ وإلى صراط مستقيم.
__________________
(١) ب : مركّبا.
(٢) ب : يعتقد.
(٣) ه : إحدى.
(٤) ق : الذكر.
(٥) ق : المحمل.
(٦) ق : الأولى.