البعض ، ولا سبيل إلى الثاني وإلا يلزم تعدد القرآن وأنه متحد ، ولا سبيل إلى الثالث ؛ لأنه كله مكتوب في كل مصحف ، ولأن هذا المصحف ليس أولى بهذا البعض من ذلك المصحف ، وكذا الباقي ، فثبت أنه ليس حالا في شيء منها ؛ بل هو كلام الله تعالى وكلامه صفة قديمة قائمة به لا تفارقه!!
[١٠٦٨] فإن قيل : فإذا لم تفارقه فكيف سماه تعالى منزلا وتنزيلا ، وقال سبحانه : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) [الشعراء : ٩٣] ونظائره كثيرة ، وإذا فارقه وباينه يكون مخلوقا ، لأن كل مباين له فهو غيره ، وكل ما هو غيره فهو مخلوق؟
قلنا : معنى إنزاله أنه سبحانه وتعالى علمه لجبريل فحفظه ، وأمره أن يعلمه للنبي صلىاللهعليهوسلم ويأمره أن يعلمه لأمته ، مع أنه لم يزل ولا يزال صفة لله تعالى قائمة به لا تفارقه!!