قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

تحمیل

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

365/408
*

سورة الانشراح

[١٢٠٣] فإن قيل : أيّ فائدة في زيادة ذكر لك وعنك والكلام تام بدونهما؟

قلنا : فائدته الإبهام ثم الإيضاح ، وهو نوع من أنواع البلاغة ، فلمّا قال تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ) [الشرح : ١] فهم أن ثم مشروحا له ثم قال : (صَدْرَكَ) [الشرح : ١] فأوضح ما علم مبهما بلفظ لك ، وكذا الكلام في (وَوَضَعْنا عَنْكَ) [الشرح : ٢].

[١٢٠٤] فإن قيل : قال تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح : ٥] وكلمة مع للمصاحبة والقران ، فما معنى اقتران العسر واليسر؟

قلنا : سبب نزول هذه الآية أن المشركين عيروا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه رضي الله عنهم بالفقر والضائقة التي كانوا فيها ، فوعدهم الله تعالى يسرا قريبا من زمان عسرهم ؛ وأراد تأكيد الوعد لتسليتهم وتقوية قلوبهم ، فجعل اليسر الموعود كالمقارن للعسر في سرعة مجيئه.

[١٢٠٥] فإن قيل : ما معنى قول ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وابن مسعود رضي الله عنه : لن يغلب عسر يسرين ، ويروى ذلك عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيضا؟

قلنا : هذا عمل على الظّاهر وبناء على قوة الرّجاء ، وإن وعد الله لا يحمل إلا على أحسن ما يحتمله اللفظ وأكمله ، وأما حقيقة القول فيه فهو أنه يحتمل أن تكون الجملة الثانية تأكيدا للأولى ، كما في قوله تعالى : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات : ٤٩] وما أشبهه ، وكما في قولك : جاءني رجل جاءني رجل ؛ وأنت تعني واحدا في الجملتين ، فعلى هذا يتحد العسر واليسر ، أو يكون تعريف العسر لأنه حاضر معهود ، وتنكير اليسر لأنه غائب مفقود ؛ وللتفخيم والتعظيم. ويحتمل أن تكون الجملة الثانية وعدا مستأنفا فيتعدد اليسر حينئذ على ما قيل ، ويؤيد أن الجملة الثانية للتأكيد أنه ليس في مصحف عبد الله بن مسعود إلا مرة واحدة.

[١٢٠٦] فإن قيل : وإذا ثبت في قراءته غير مكرر ، فكيف قال : والذي نفسي بيده لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه ، إنه لن يغلب عسر يسرين؟

قلنا : كأنه نزل ما فيه من التفخيم والتعظيم بالتنكير منزلة التثنية ؛ لأن المعنى يسرا وأي يسر ، وأما من فسره بيسرين فإنه قال : أحد اليسرين ما تيسر من الفتوح في