سورة المجادلة
[١٠٧٨] فإن قيل : لأي معنى خصّ الله تعالى الثّلاثة والخمسة بالذّكر في النجوى ، دون غيرهما من الأعداد ، في قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ) [المجادلة : ٧] الآية؟
قلنا : لأنّ قوما من المنافقين تخلفوا للتناجي على هذين العددين مغايظة للمؤمنين ، فنزلت الآية على صفة حالهم تعريضا بهم وتسميعا لهم وزيد فيها ما يتناول كل متناجيين غير تلك الطائفتين ، وهو قوله تعالى : (وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ) [المجادلة : ٧].
[١٠٧٩] فإن قيل : ما فائدة قوله تعالى : (وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [المجادلة : ١٤]؟
قلنا : فائدته الإخبار عن المنافقين أنهم يحلفون على أنهم ما سبوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه مع اليهود كاذبين متعمدين للكذب فهي اليمين الغموس ، فكان ذلك نهاية في بيان ذمهم.